الصورة الشعرية : التشبيه ، الاستعارة ، الكناية ، المجاز المرسل .
الصورة الشعرية :
الصورة الشعرية : تركيب مجازي وليس حقيقي ، يعتمده الشعراء لإقامة علاقة غير مألوفة بين كلمات النص ، وذلك لإنتاج دلالات ومعاني جديدة تعبرعن تجاربهم الشعرية .
والصورة الشعرية تشمل : التشبيه ، والاستعارة ، و الكناية ، والمجاز المرسل ، وهي صور قديمة إلى جانب صور شعرية مستحدثة استخدمها شعراء تكسير البنية وتجديد الرؤيا ، كالرمز والأسطورة .
التشبية :
يقصد بالتشبيه ، اشتراك شيئين أو أكثر في صفة واحدة ، أو عدة صفات مشتركة بينهما .
يشترط في التشبيه ضرورة وجود طرفا التشبيه معا ، وهما : المشبه والمشبه به ، وإذا غاب أو حذف احد الطرفين فلا يمكن الحديث عن التشبيه .
أركان التشبيه :
المشبه ، والمشبه به ، وأداة التشبيه ، والصفة .
أدوات التشبيه :
ك ، مثل ، يشبه ، شابه ، مثل ، كأن ، ….
وجه الشبه : الصفة التي تجمع بين الطرفين .
أمثلة :
أحمد كالأسد شجاعة .
في هذا المثال : نجد أن التشبيه تام الأركان لأنه يتوفر على كل اركان التشبيه :
أحمد : المشبه
ك : أداة التشبيه .
الأسد : المشبه به .
شجاعة : الصفة .
لكن ليس بالضرورة وجود الاركان الاربعة للتشبيه حتى يتحقق التشبيه . اذ ان الصفة و الأداة وجودهما ليس ضروري حتى يتحقق الشبه .
مثال :
أحمد أسد :
في هذة الجملة نجد فقط المشبه والمشبه به ، بينما أداة التشبيه و الصفة أو وجه الشبه غائب أو محذوف . وهو تشبيه صحيح لتوفره على المشبه والمشبه به .
فكما سبق الذكر أن التشبيه هو اشتراك شيئين في صفة أو أكثر ، وشرط التشبيه حتى يتحقق هو ذكر المشبه والمشبه به . وبغياب هذا الشرط لا يمكن الحديث عن التشبيه . بينما غياب أداة التشبيه و الصفة لا يؤثر على التشبيه .
فعندما نقول أحمد أسد ، فأننا نقصد أن احمد شجاع وقوي مثل الأسد ، فالصفة التي تجمع بين أحمد والاسد هي الشجاعة والقوة . كما يمكن القول احمد كالاسد ويبقى نفس المعنى . على اعتبار أن وجه الشبه واضح ومعروف لذا سواء ذكرت الصفة أم لم تذكر فلا تنقص من المعنى أي شيء حتى يتحقق الشبه .
الاستعارة :
الاستعارة ، ببساطة هي تشبيه محذوف أحد الطرفين ، أي ان الاستعارة تشبه الى حد ما التشبيه . فقط الفرق بين الاستعارة والتشبيه هو أن الاستعارة هي حذف المشبه به ، وترك فقط ما يدل عليه ( كذكر مثلا صفة من صفات الشيء المشبه به دون ذكر اسمه ولكن من خلال السياق يفهم ان المقصود والمعنى هو ذلك الشيء ).
مثال :
زأر الرجل :
هنا بدل ذكر الاسد ، ذُكِر فقط ما يتصف به اي صفة من صفاته وهي الزئير . فلو ذكر الاسد لكان تشبيه ، لكن عندما ذكر فقط ما يختص به الاسد "الزئير"، هذا يسمى استعارة.
بحيث أن الكل يعلم ان الزئير هو صفة الاسد وحده ، لذلك بمجرد ذكر الاسد يتبادر الى الذهن الاسد مباشرة . وكأنما استعرنا صفة الزئير للدليل عن الاسد دون ذكره .
وفي هذا المثال " زأر الرجل "، المشبه به الذي هو الاسد محذوف ، اذن نحن امام الاستعارة .
باختصار :
حذف المشبه أو المشبه به = استعارة / حضور المشبه أو المشبه به بشكل صريح وواضح = التشبيه .
مثال اخر :
ابتسم الأسد :
هنا نفس الشيء تم استعارة الابتسامة التي هي خاصية انسانية محضة لتشبيه الاسد بالانسان . وبما أن المشبه به " الانسان " محذوف فاننا امام الاستعارة . فبمجرد سماع الابتسام نفهم من الكلام الانسان مباشرة . رغم ان كلمة الانسان غائبة لكن اثره أو صفته حاضرة.
الكناية :
الكناية ، قول شيء والقصد شيء اخر .
مثال : لباس الرجل قصير .
فاللباس قصير هو معنى حقيقي وموجود ، لكن القصد أو المعنى أن الرجل قصير القامة .
كثير الرماد :
هو معنى حقيقي اي هناك رماد كثير ، لكن المعنى أو ما يدل عليه هذا السياق هو الكرم ، و أنه تم اشعال النار مرات عديدة لطهي الطعام ما نتج عنه كثرة الرماد .
قوله تعالى :" وما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل و أمه صديقة كانا يأكلان الطعام ".
فقوله عز وجل يأكلان الطعام دليل على أنهما من البشر .
باختصار
الكناية : هي قول شيء حقيقي لكن دلالته ومعناه شيء اخر. (وكاننا نقول هذا دليل على ان ...) .
المجاز المرسل :
الفرق بين الكناية والمجاز المرسل هو المعنى في الكناية يكون حقيقي ويمكن فهمه ، بينما في المجاز المرسل لا يكون ذلك الكلام في الواقع .
مثال :
قبضنا على عين من عيون الأعداء :
المقصود بالعين "الجاسوس" . فالعلاقة بين العين بالمعنى الحقيقي والجاسوس لا يمكن ان تكون . لان العين لا يمكن ان تشبه الجاسوس . بينما سروال قصير هو حقيقي وموجود ودليل على ان الرجل قصير القامة.
اليك ايضا :
ظاهرة الشعر الحديث : الخصائص الأسلوبية في ظاهرة الشعر الحديث ، الدقة ، الإطناب ، الانسجام ، التماسك
تعليقات
إرسال تعليق