الفرق بين تكسير البنية وتجديد الرؤيا وكيف أميز بين القصائد في الامتحان ؟ .
في هذا المقال سنقف عند:
إحياء النموذج .
الفرق بين تكسير البنية وتجديد الرؤيا ، هذا إن كان طبعا فما هو ؟
سؤال الذات أو الشعر الرومانسي .
الفرق بين تكسير البنية وتجديد الرؤيا .
كيف اجيب في الامتحان عن سؤال تجديد الرؤيا وتكسير الرؤيا.
وقبل ذلك لا بد من الاشارة الى المدارس السابقة حتى يتمكن الطالب من فهم انتماء القصيدة بكل سهولة وفهم تاريخها وتطورها .
إحياء النموذج :
خاصيتها هو التقليد و لا يوجد التقليد الا في إحياء النموذج اي السير على خطى الشعر الجاهلي وتقليده في بناء القصيدة من حيث شكل القصيدة من : نظام الشطرين ، و ووحدة القافية والروي المشترك ، وتعدد المواضيع كالبدء بالمدح والانتقال الى الوصف و ختم القصيدة بالغزل … . فاي نص يتميز بهذه المميزات كن على يقين انه ينتمي الا احياء النموذج .
أما سؤال الذات أو الشعر الرومانسي :
فيتميز بوحدة الموضوع ، رغم ان بعض قصائده قد تكون مبنية على نظام الشطرين ، لكن موضوعه يكون مختلف تماما ، يمكنك التعرف عليه بسهولة من خلال وحدة الموضوع اي يتميز بموضوع واحد ، ودائما تجد مصطلحات من الطبيعة ،من قبيل: ( أرض ، سماء ، تراب ، قمر ، طبيعة ، ماء ، نجوم ، هواء ….) طاغية في الموضوع كلما وجدت مصطلحات من الطبيعة فتاكد انك أمام سؤال الذات .
أما تكسير البنية و تجديد الرؤيا :
فهي مدرسة واحدة ، بكل بساطة تكسير البنية هي تجديد الرؤيا ، وهي الشعر الحر، او شعر التفعيلة ، او شعر التنغيم ، أو الشعر الحديث ، أو كما يسميه البعض بنظام السطر الشعري .
فعندما نتحدث عن تكسير البنية فاننا نتحدث ببساطة عن تجديد الرؤيا.
تكسير البنية ظهر في منتصف القرن العشرين على يد الشاعرة العراقية "نازك الملائكة" ، ثم جاء بعدها "بدر شاكر السياب" ، ثم جاء شعراء اخرون "كعبد الوهاب البياتي" ، و"محمود درويش "…. وغيرهم كثير .
وجاء ظهور هذا النمط الشعري ، في منتصف القرن العشرين ، بفعل مجموعة من العوامل والاحداث التاريخية و السياسية . التي لم يستطع الشعراء التعبير عنها من خلال تقليد المدارس السابقة ( إحياء النموذج و سؤال الذات ). لذلك رفض الشعراء التقليد الذي لا يخدم توجهاتهم ورفضوا التقليد معللين بذلك بقولهم اننا لا نعيش في عصر القدامى فلماذا نقلدونهم ؟
كما رفضوا تقليد سؤال الذات لان رواد هذه المدرسة متقوقعون حول ذواتهم ويدعون الى الهروب الى الطبيعة و الانعزال والتأمل .
بينما رواد الشعر الحديث أرادو العودة الى المجتمع ، و الخوض في قضاياه بدل الهروب منه والانطواء حول الذات . فرفضوا الرومانسية .
لذا فكروا في نمط شعري اخر يساعدهم في التعبير عن قضايا المجتمع ومرتبطة به ، فخاضو تجربة شعرية جديدة تعبر عن قضايا الانسان : كالحرية ، والديموقراطية ، والعدالة ، والتمييز العنصري ، أو قضايا الامة العربية : كالتخلف ، والاستعمار بالاضافة الى قضايا اخرى كقضية الغربة وبالاخص الغربة في المدينة ،والغربة في الكلمة … التي تطرقنا اليها بالتفصيل في كتاب ظاهرة الشعر الحديث.
اذن كما نرى ان القضايا التي اراد الشعر الحديث التعبير عنها تختلف كليا عن مواضيع احياء النموذج ( المدح ، الفخر ، الرثاء ، الهجاء …)، ومختلفة ايضا عن الشعر الرومانسي ( الهروب الى الطبيعة والتامل فيها او التعبير عن الذات ).
من هنا نفهم ان قضايا احياء النموذج او سؤال الذات لا تخدم قضايا الامة ، لذلك بحث الشعراء عن طريقة جديدة للتعبير عن قضايا المجتمع والامة العربية .
كما وجد الشاعر الحديث ان شكل او بناء القصيدة عامة ( نظام الشطرين ، وحدة الروي والقافية )،هو الاخر لا يستطع التعبير عن قضاياه ففكر في شكله جديد يستطع من خلاله التعبير عن قضايا المجتمع دون اي عائق .
لذلك قام الشاعر بتكسير البنية الموروثة وعوضها ببنية لغوية وايقاعية جديدة ، واول رواد هذه المدرسة نجد "نازك الملائكة" ، و"بدر شاكر السياب" ، و" عبد الوهاب البياتي" ، و"ادونيس" ، و"محمود درويش "، و"عبد الله راجع" ، و "عبد الكريم الطبال" ، و"محمد ميموني" …وغيرهم.
الفرق بين تكسير البنية وتجديد الرؤيا :
لا يوجد اي فرق بين تكسير البنية وتجديد الرؤيا ، فتكسير البنية متعلق بشكل القصيدة الخارجي ، بينما تجديد الرؤيا متعلق بالموضوعات والافكار والرؤيا والقضايا المطروحة في القصيدة . والدليل على هذا سنراه فيما ياتي من فقرات.
اذن تكسير البنية متعلق بتغيير وتكسير الشكل المألوف للقصيدة ، حيث تم توظيف السطر الشعري بدل نظام الشطرين ، واختلاف الروي والقافية عوض وحدة الروي والقافية واعتماد الصورة الشعرية المختلفة ذات وظيفة تعبيرية .
أما تجديد الرؤيا : فلها علاقة بتجديد المواضيع ، والافكار والقضايا المطروحة والمرتبطة بالمجتمع كما تطرقنا الى ذلك في الفقرات السابقة .
والدليل على ان تكسير البنية هي نفسها تجديد الرؤيا ، وشاعرتكسير البينة هو نفسه شاعر تجديد الرؤيا، ما يتضمنه كتاب اللغة العربية للثانية باكالوريا.
مثلا "بدر شاكرالسياب" اذ نجد قصيدته " تموز جيكور "، في كتاب الممتاز في اللغة العربية يندرج ضمن تكسير البنية ، و في كتاب "واحة اللغة العربية" نجد نفس الشاعر يندرج ضمن تجديد الرؤيا في قصيدته "سربروس في بابل".
ومنطقيا لو كانت تكسير البنية مختلفة عن تجديد الرؤيا لما كان نفس شعراء تكسير البنية هم انفسهم شعراء تجديد الرؤيا .
لذلك نؤكد ونقول ان تكسير البنية هي تجديد الرؤيا والاختلاف فقط في الاسم .
كيف اجيب في الامتحان عن سؤال تجديد الرؤيا وتكسير الرؤيا ؟
بعدما تطرقنا الى توضيح الفرق بين تكسيرالبنية وتجديد الرؤيا الان سنجيب عن سؤال
كيف اجيب في الامتحان عن سؤال تجديد الرؤيا وتكسير الرؤيا ؟
اذا طرحت قصيدة باسطر شعرية مختلفة الطول والقصر ، و بروي وقافية مختلفة ، اقرأ الاسئلة اذا وجدت جملة " تكسير البنية " ابدأ تأطير النص بتكسير البنية ( مثلا ظهرت تكسير البنية خلال منتصف القرن العشرين ….)، واذا وجدت تجديد الرؤيا ( اكتب ظهرت تجديد الرؤيا خلال منتصف القرن العشرين …).
واذا لم تجد اي اسم مذكور اكتب ماتشاء بنفس المعلومات و نفس الشعراء ونفس التحليل …
وتذكر دائما ان الدورة الاولى بها ثلاث مدارس شعرية كبرى لا غير هي : احياء النموذج و سؤال الذات ، و تكسير البنية / تجديد الرؤيا لا غير.
والله ولي التوفيق .
تعليقات
إرسال تعليق