اللص والكلاب : القراءة التوجيهية . العنوان ، الكاتب ، دواعي التأليف ،

 اللص والكلاب : القراءة التوجيهية : العنوان ، الكاتب ، دواعي التأليف. 

الثانية باك اداب
الثانية باكالوريا اداب


اللص والكلاب ، رواية من الروايات التي ألفها الكاتب نجيب محفوظ ، من أجل التعبير عن العديد من القضايا الاجتماعية التي كان يعيشها وطنه "مصر انذاك " ، بعد ثورة الضباط الأحرار سنة 1952 م .

واللص والكلاب ، من الروايات التي أثارت جدلا بين الدارسين ، فهناك من يراها رواية ذهنية فلسفية تعالج موضوع الموت ، بينما يراها البعض الاخر بأنها رواية واقعية تحاكي الواقع المعاش ، كونها نقلت  الواقع المصري في فترة ما بعد الثورة . والهدف منها محاولة إيجاد جواب شاف لسؤال مطروح عن وضعية مصر بعد الثورة . أي هل تحسن وضع الطبقات الدنيا، بعد الثورة التي أقامتها أم بقيت على حالتها ؟ هذا في حال إن لم تكن تراجعت وزادت سوءا أكثر مما كانت عليه قبل الثورة ؟!.

وقد جسدت رواية اللص والكلاب ، المظاهر الاجتماعية التي كانت سائدة انذاك بالمجتمع المصري ، منها : السرقة ، الفقر ، الظلم ، الانتهازية ، التصوف ، والخيانة ….، وغيرها من القضايا التي مثلتها شخصيات مهمة في الرواية وعلى رأسها الشخصية الرئيسية " سعيد مهران ". و مظاهر اخرى سنتطرق لها في القراءة التحليلية بالتفصيل .

نبذة عن الكاتب نجيب محفوظ :

نجيب محفوظ كاتب مصري ، ولد بمصر سنة 1911 ، وترعرع في القاهرة متنقلا بين عدد من الاحياء القديمة القاهرية ، منها الجمالية ، و العباسية ، والحسين.

وقد انصب اهتمامه في الكتابة على الروايات المرتبطة بالطبقة الوسطى بأحياء القاهرة ، مستفيدا بذلك مما عاشه من تجارب في تلك الأحياء ، فاتخذ من الكتابة وسيلة للتعبير عن همومها و أحلامها ، في أعماله التي عرفت بالواقعية .

إبداعات نجيب محفوظ :

أصدر نجيب محفوظ العديد من الروايات ما يقارب الخمسين رواية ، بما فيها مجموعة قصصية قصيرة . وقد ترجمت أعماله إلى لغات عديدة تفوق الثلاثين لغة . وهذا دليل كبير على القيمة الادبية التي تحملها ابداعات نجيب محفوظ . والتي خولت له الفوز بجائزة نوبل عام 1988م. وقد توفي نجيب محفوظ سنة 2006م .

دواعي تأليف أو أسباب  تأليف نجيب محفوظ لرواية اللص والكلاب :

هناك سببان:  أحدهما مباشر والاخر غير مباشر ، دفعا نجيب محفوظ  لتأليف رواية اللص والكلاب ، هما :

السبب الأول " وهو سبب مباشر" : يتجلى في كون الرواية هي رواية واقعية مستوحاة من واقعة حقيقية بطلها الحقيقي شخص اسمه "محمود أمين سليمان "، الذي شغل الرأي العام بما حدث له مدة طويلة دامت لشهور وذلك أوائل سنة 1960 م .

حيث قام بالعديد من الجرائم للانتقام من زوجته والمحامي اللذان خاناه وحرمته من طفلته وماله . الشيء الذي جعل العديد من الناس يتعاطفون معه .

فتحولت قضيته الى قضية رأي شغلت الرأي العام ، واصبحت قضية هامة ، فشكلت بذلك مصدر الهام للكاتب نجيب محفوظ كمواطن مصري لا يخرج من دائرة التأثر بقضاياه ، فاستلهم من خلالها مادته الأدبية ، فنتج عنها هذا العمل الرائع " اللص والكلاب "، وهي رواية طبعا تجمع بين ما هو واقعي حدث بالفعل مع " محمد أمين سليمان " ، وبين ما هو تخيلي أضافه الكاتب لأسباب أدبية .

السبب الثاني" الغير مباشر" : يتمثل في محاكمة الكاتب ما بعد ثورة الضباط الأحرار سنة 1961 م ، حيث كان من المفترض أن تكون في وضعية جيدة ، وتحسنت الأمر لكنها لم تتحسن وبقي الواقع على حاله ، بل ازداد  سوءًا .

قراءة في العنوان :

يتكون عنوان الرواية من اسمين معرفين ، هما : "اللص"، و " الكلاب"، يجمع بينهما حرف الواو ، الذي يفيد العطف ، أو معنى التضاد أي مواجهة " اللص الكلاب ".

- فاللص : هو ذلك الشخص الذي يأخذ شيئا ليس ملكا له ، فقد يكون العنوان هنا حقيقيا ، كما يمكن أن يكون مجازيا . عندما تكون السرقة ترمز إلى القيام بأعمال مشابهة ، كعدم الوفاء بالعهد ، أو السرقة في العمل ، أو انتهاز الفرص على حساب استغلال مصالح الاخرين . كالذي يمثله " رؤوف علوان".

 - الكلاب : قد يكون اسم الكلاب  أيضا يرمز  إلى معنى مجازي أو معنى حقيقي . 

فالمعنى المجازي للكلاب يتمثل  في  كونه يرتبط بحكاية بوليسية ، وكلاب بوليسية حقيقية . فيما قد يتمثل المعنى المجازي في الصفة القدحية التي يتصف بها منعدمي الضمير الذين من شيمهم الغدر والخيانة .

رواية اللص والكلاب :

تتألف رواية اللص والكلاب ، من ثمانية عشر فصلا ، تبدأ بخروج سعيد مهران من السجن ، وتنتهي بمحاصرته بالمقبرة . وبين البداية والنهاية ارتُكِبَت جريمتين .

أمًا الأولى ، عندما حاول " سعيد مهران"، في الفصل السابع ، قتل " عليش"، لكنه قتل الساكن الجديد بدله ، عن طريق الخطأ. وهذه الجريمة قد خطط لها " سعيد مهران"، في الفصل الخامس عندما حصل على المسدس من " المعلم طرزان "، والسيارة في الفصل السادس ليهرب في الفصل الثامن الى منزل " الشيخ علي الجنيدي"ليهرب فيما بعدها الى منزل " نور ".

بينما تتمثل الثانية في محاولة قتل " رؤوف علوان "، في الفصل الرابع عشر فأخطأه أيضا وقتل بدله البواب. وقد خطط لهذه الجريمة الثانية  عندما خاط بذلة ضابط ، لينتحل شخصية الضابط تمكنه من الوصول إلى المكان المحدد ، في الفصل الرابع عشر ، وقد استعد إليها في الفصل الثالث عشر عندما حصل على عشر جنيهات من " المعلم بياضة "، إضافة إلى المسدس الذي حصل عليه مسبقا .

تيمات الرواية : 

اللص والكلاب ، رواية تعالج عدة قضايا اجتماعية ، منها الفقر ، و الخيانة ، والغدر ، والظلم ، والانتهازية ، والمطاردة ، والحب و الكراهية ، والصداقة وغيرها من التيمات الغنية بالعديد من الدلالات .

لكن ما يهم أن رواية اللص والكلاب ، رواية بنيت على جريمتين قامت بهما بطل الرواية " سعيد مهران " ، وهما يتطلبان الاستعداد والهروب في كل مرة .

وبين الاستعداد والهروب تتطور الأحداث وتتنامى ، وتتصارع فيه الشخصيات وتظهر موضوعات ،و وتيمات عديدة ومختلفة . تجدونها بالتفصيل في القراءة التحليلية .


ملخص اللص والكلاب ، ورمزية الاسم .

 الشخصيات العدوة وصورة الحيوانات في اللص والكلاب ، الرؤية السردية في اللص والكلاب ،و البعد النفسي في اللص والكلاب :



تعليقات