الفصل الثاني من ظاهرة الشعر الحديث : الثانية باك اداب .
تجربة الغربة والضياع .
![]() |
يتحدث الفصل الثاني من ظاهرة الشعر الحديث ، الذي يقع تحت عنوان " تجربة الغربة والضياع " ، عن عوامل ظهور الشعرالعربي الحديث ، والدوافع التي جعلت الشاعر العربي الحديث يبحث عن شكل شعري جديد يتجاوز به التجربتين الشعريتين التقليدية . (إحياء النموذج )، و الرومانسية ( أو المسماة بسؤال الذات أو الشعر الذاتي ). -هاتين التجريبتين عرفناهما في القرن العشرين -. حيث اعتبر الشعراء ان هذه التجارب التقليدية والرومانسية لم تعد قادرة عن التعبير عن الظروف التي تعيشها الامة العربية .
وقد لخص الكاتب عوامل ظهور الشعر العربي الحديث في عدة عناصر ، هي :
- نكبة فلسطين : التي كانت سببا في جعل الشاعر يشك في كل شيء ، ويرفض التقليد الذي اعتبره سببا رئيسيا في الهزيمة ، وتخلف الامة وتراجعها ، بل اعتبر أن التقليد هو سبب هذه النكبة وهزيمة فلسطين سنة 1948م.
- الانفتاح على الاداب العربية والشرقية : انفتاح الشاعر على الشعر الإنجليزي والفرنسي ، إضافة الى أنه أصبح يطلع على الروايات العالمية والاداب الشرقية كذلك ، وهي حضارات عريقة وقديمة ، جعله يرفض التقليد أيضا .
- التأثر بكبار المبدعين العالميين الملتزمين بالقضايا التي تخص الإنسان :
مثل : الشاعر "بابلو نيرودا" ، والتركي "كاظم حكمت ". الى جانب العديد من المبدعين والادباء عبر مختلف بقاع العالم .
بعد حديثه عن العوامل التي كانت سببا في ظهور شعر عربي جديد ، انتقل إلى الحديث عن أسباب ظهور معاني التجربة والضياع ، حيث كان أول موضوع عالجه الشعر العربي الحديث ، هو تجربة الغربة والضياع .
أسباب ظهور معاني الغربة والضياع :
يقول الكاتب في تجربة الغربة والضياع :
" إن الغربة والضياع ،والكآبة ، والتمزق من المعاني المستفيضة في الشعر الحديث ، وقد لفتت استفاضتها بعض الدارسين ، فراحوا يبحثون عن أسباب هذه الظاهرة بإرجاعها إلى عدة عوامل" ، أهمها :
أي أن معاني الغربة والضياع والكآبة هي أكثر ما تحدث عنه الشعر باستفاضة كبيرة ، وهذا الكم الهائل من الكآبة والغربة والضياع ، لفتت انتباه الدارسين فتوجهوا عن السؤال عن أسبابها ومصدرها ".
- فكان الجواب كما ذكره الكاتب كامن في :
- التأثر بأعمال الشعراء الغربيين ، "كتوماس إليوت "، بالاخص في قصيدته الشهيرة " الأرض و الخراب "، وكأن الشعراء ساروا على نهجهم وقلدوهم ، "كبدر شاعر السياب" وغيره من المبدعين .
- التأثر بأعمال بعض الروائيين والمسرحيين : من قبل "ألبير كامو جان" ، "وبول سارتر ".
- عامل المعرفة : فالشاعر العربي مالك للمعرفة التي تعد الزاد و السلاح الذي أعطاه القوة للتعامل مع الكون ، والحياة ، والمجتمع ، في المقابل جعله العلم يعيش حالة من الغربة والضياع .
وقد قسم الشاعر الغربة إلى أربعة أقسام :
الغربة في الكون ، و الغربة في المدينة ، والغربة في الحب ، و الغربة في الكلمة .
أما الغربة في الكون :
الغربة في الكون : تتلخص في المهانة والذل التي عاشها الانسان العربي حينما طُرِد من أرضه ونفي من أمجاد تاريخه ، حتى لم يبق في ذهنه شيئا . وكانت تلك المهانة والذل سببا في اقتناعه بحقيقة واحدة وهي حقيقة الشك . التي كادت أن تطال أيضا علاقته بربه .
فأصبح يعتقد أن كل شيء يمكن ان يكون سبب ذله ومهانته . مما جعله يحس بالوحدة والانفراد في الكون ، وتولى أمر نفسه بنفسه .
الغربة في المدينة :
الغربة في المدينة : كنوع من أنواع الغربة في هذا الجزء من الكتاب ، ينقل فيه الكاتب ما لاحظه "روزينتال " عن الشعر العربي الحديث ، الذي تُسيطر عليه بشكل عام أحاسيس المدن الكبرى . وهذا الكلام قاله "روزينتال ".
ويرى الكاتب "المجاطي" ، أن رأي "روزينتال "ينطبق على الشعر العربي الحديث الذي أصبح يتغنى بأشعار حول المدينة .
حيث أن المدينة لم تعد كما كانت ، ولم تستطع الحفاظ على مظاهر الأصالة فيها ، وإنما فقدت الكثير من مظاهرها منذ أن غزتها المدينة الأوروبية .
إذ بعد الغزو أصبحت المدينة كاللباس الفضفاض ، لا يناسبها ولا يناسب حتى واقع الأمة المهزوم . مما أدى إلى إحساس الشاعر بالغربة . فترجم كل أحاسيسه في قصائده الشعرية . اذ صور المدينة في ثوبها المادي وحقيقتها المفرغة من كل محتوى إنساني . ففي نظره هي مدينة بلا قلب ، و لا رحمة ولا حب . تقسو على الاحياء كما على الاموات .
الغربة في الحب :
الغربة في الحب : كما فشل الشاعر في التلاؤم مع جو المدينة الحديثة ، ومع أناسها فشل أيضا في علاقته مع الحب . وهذا راجع إلى تركيبته النفسية التي أصبحت لا تجدي معه في أي شيء.
فالمرأة بكل ما فيها من جمال ، ورقة ، وأنوثة لم تستطع أن تخلص الشاعر من همه الكبير . فهي أشبه بالمدينة النائية المقفلة الأبواب .
فالشاعر بسبب الهموم التي يحملها والتي لا تعد ولا تحصى ، لم يتمكن من تحقيق السعادة لنفسه عن طريق الحب .
الغربة في الكلمة :
من المعروف أن كلمة الشاعر هي شعره ، مما دفع بالشاعر الى الاعتقاد أن كلمته هي السيف القاطع أمام الظلم ، فكان يظن أن الكلمة ذات قوة وحركة وفعل . لكنه مع مرور الأيام اكتشف أن الأيام الصعبة التي تعيشها الأمة قد حولت الكلمة إلى حجر .
كما اكتشف أن الكلمة تتجاوز تصوير الواقع البشع الذي خلفته الهزيمة ، فجرب الصمت لكنه اكتشف بعد حين أن الصمت مجرد عذاب . وان الكلمة حتى وإن لم تكن بتلك القوة التي اعتقدها فإنها خير من الصمت .
كانت هذه أهم أنواع الغربة التي تطرق إليها كتاب ظاهرة الشعر الحديث في الفصل الثاني من كتابه بإسهاب ، الى جانب أنواع أخرى من الغربة استقاها من خلال دراسته لقصيدة " فارس النحاس "، للشاعر عبد الوهاب البياتي ، منها الغربة في المكان ، والغربة في الزمان ، والغربة في العجز ، والغربة في الصمت ، وغيرها من أنواع الغربة الأخرى .
لكن تبقى أهم وأقوى أنواع الغربة والراسخة في الشعر العربي الحديث ، هي تلك التي ذكرها الكاتب في الفصل الثاني وهي الأنواع الاربعة :
الغربة في الكون ، والغربة في المدينة ، والغربة في الحب والغربة في الكلمة .
وقد فصلنا باختصار شديد وببساطة أنواع الغربة بصيغة اخرى وجد بسيطة في هذا المقال، و دروس اخرى متعلقة بالثانية باكالوريا اداب :
اقرا ايضا :
ظاهرة الشعر الحديث : ملخص القسم الأول بالتفصيل المبسط .
الثانية باك اداب
الثانية باكالوريا اداب
تعليقات
إرسال تعليق