ظاهرة الشعر الحديث : ملخص الفصل الرابع ، نحو شكل جديد بالتبسيط .
يتحدث الكاتب في الفصل الرابع من ظاهرة الشعر الحديث ، المعنون ب " نحو شكل جديد "، عن الخصائص الفنية في الشعر العربي الحديث .
ويقصد بالخصائص الفنية للقصيدة : اللغة ، الصورة الشعرية ، و الموسيقى أو البنية الإيقاعية .
فبعدما درس الكاتب ، في الفصلين الثاني والثالث ،عن الموضوعات التي عالجها الشعر الحديث ، انتقل في هذا الفصل للحديث عن الخصائص الشكلية ، أو كما تسمى بالخصائص الفنية .
وقبل دراسته المفصلة للخصائص الفنية للشعر ، أكد أن الشكل في الشعر مايزال في طور النمو ، وهنا يتحدث عن الفترة التي كُتب فيها هذا الكتاب.
الخصائص الفنية للشعر العربي الحديث :
أولا : اللغة :
يرى الكاتب أن اللغة في الشعر العربي الحديث ، تتميز بمجموعة من الخصائص ، هي :
- استخدام لغة الحديث الحية (اليومية).
- النفس التقليدي .
- البعد عن لغة الحديث اليومي .
- السياق الدرامي للغة الشعر .
اذن : فما المقصود بكل خاصية من هذه الخصائص ؟
لغة الحديث الحية :
بالنسبة لاستخدام لغة الحديث الحية : يقصد بها أن الشاعر الحديث يستخدم اللغة العامية ، أي اللغة الواقعية المستخدمة في الحياة اليومية . بهدف إغناء قصائده وتسهيل التواصل مع الواقع .
وهذا ما وصل إليه " محمد النويهي"، في دراسته لشعر " صلاح عبد الصبور ".
النفس التقليدي :
ويقصد بالنفس التقليدي ، أن الشاعر الحديث ، مايزال يستخدم في قصائده مجموعة من الألفاظ التقليدية الموروثة ، وهذا راجع إلى موروثه اللغوي الذي اكتسبه من خلال المدرسة العربية التقليدية التي تعلم فيها ، واكتسب منها لغته .
وخير شاهد على ذلك ، " بدر شاكر السياب"، في قصيدته "مدينة بلا مطر"، الذي اعتمد فيها هذه الخاصية بشكل مكثف إلى جانب العديد من دواوينه الشعرية.
البعد عن لغة الحديث اليومي:
ويقصد بلغة الحديث اليومي ، اللغة النفعية ، التي يكون الهدف منها التواصل من اجل الوصول إلى الحاجات اليومية الملحة ، وتتميز هذه اللغة بالوضوح التام .
حيث أن الشاعر إذا كان كما سبق الذكر ، يستخدم اللغة اليومية الحية ، فهو لا يستخدم اللغة النفعية ، لأنها لغة مثالية لا ترتبط بالحاجات اليومية ، بل إنها لغة قد تصل إلى الغموض الذي هو مخالف تماما للغة اليومية التي يتواصل بها الناس فيما بينهم للوصول الى أغراضهم النفعية .
- السياق الدرامي للغة الشعر :
والمقصود بالسياق الدرامي للغة الشعر: أن السياق اللغوي للشاعر العربي الحديث ، يصدر من صوت داخلي منبثق من أعماق الذات ليتوجه إليها ، ( حوار الشاعر مع نفسه )، عكس الشاعر التقليدي الذي كان شعره يمتاز بصدوره عن صوت داخلي نحو الخارج .
ثانيا : الصورة الشعرية :
تتميز الصور الشعرية بمجموعة من الخصائص ، هي :
- الابتعاد عن الصورة التقليدية .
- توسيع افق الصورة .
- ارتباط الصورة بتجربة الشاعر.
- توظيف وسائل مستحدثة.
- الابتعاد عن الصورة التقليدية .
يوظف الشاعر الحديث ، الصورة الشعرية بطريقة جديدة تختلف عما كان معروفا لدى الشاعر التقليدي ، كما أن وظيفتها تختلف عن وظيفة الصورة الشعرية القديمة .
- توسيع أفق الصورة :
يقصد بتوسيع افق الصورة ، أن الشاعر الحديث قد استخدم الصورة لتشمل مدلولات لم تكن معروفة لدى الشعراء القدامى .
- ارتباط الصورة بتجربة الشاعر :
يتميز الشاعر الحديث ، باستخدام ثقافته الواسعة ، كمصدر مهم تستمد منه الصورة الشعرية حركتها وحيويتها .
- توظيف وسائل مستحدثة :
وتعني أن الشاعر الحديث ، باعتباره شاعرا يمتلك رؤيا تعبر عن قضايا العصر ، أصبح في حاجة شديدة الى استخدام وسائل جديدة ، لم تكن معروفة لدى القدامى ، من قبيل: الرمز ، والاسطورة ، والانزياح .
ثالثا: الأسس الموسيقية :
من خصائص الايقاع في الشعر الحديث :
- تفتيت الوحدة الموسيقية .
- الدفقة الشعورية ، أوارتباط السطر الشعري بالنسق الشعري أو الفكري .
- تطويع التفعيلة
- إمكانية توظيف البحور الشعرية المختلطة .
- استخدام القافية بخصائص جديدة.
وقبل الخوض في دراسة كل خاصية على حدة ، لابد من الإشارة إلى أن الكاتب في كتابه قد أكد أن الشاعر لم يكن يقصد تكسير الموسيقى الشعرية والخروج منها . وإنما كان يهدف فقط الى تكسير هذه البنية بالقدر الذي يستطيع من خلاله أن يعبر عن عواطفه وأحاسيسه ، و فكره.
- بالنسبة الى تفتيت الوحدة الموسيقية القديمة :
المقصود بتفتيت الوحدة الموسيقية ، الانتقال من الوحدة الموسيقية التقليدية للبيت الشعري ، من الشطرين المتوازيين ، و ووحدة الروي ، والقافية الموحدة ، إلى نظام السطر ، و القافية المتنوعة ، والروي المتنوع.
- تطويع التفعيلة :
رغم ان الشاعر لم يستخدم من البحور الشعرية التقليدية في الاغلب ، سوى البحور الصافية ، إلا أنه نجح في استخلاص عدد هائل من البنى الموسيقية ، وجعلها مرنة وطيعة تخدم شعره . ( البحور الشعرية الستة : الهزج ، والرمل ، والرجز ، والمتقارب ، والمتكامل ، والمتدارك ).
- الدفقة الشعورية :
الدفقة الشعورية ، هي التي تتحكم في طول وقصر السطر الشعري ، ويطلق عليها أيضا اسم النسق الشعري أو الفكري .
فكلما كانت الدفقة الشعورية قوية كان السطر الشعري طويلا ، وكلما كانت الدفقة الشعورية ضعيفة ، كان السطر الشعري قصيرا .
- توظيف البحور الشعرية المختلطة ، المزج بين البحور الشعرية .
يوظف الشعر الحديث البحور التي تحتوي على تفعيلتين ، كالطويل ، ( فعولن مفاعلين )، والبسيط ( مستفعلن فاعلن )، الشيء الذي سمح له بالانفتاح على مجال اخر من الحرية من ضمنها :
أ : الزحاف : حيث سمح للشاعر استخدام تفعيلة واحدة والتنويع فيها كما يشاء .
ب : التنويع في الأضرب : فالشاعر الحديث ليس ملزما باعتماد ضربا واحدا في قصيدته ، كما كان الشاعر التقليدي ملتزما به .( الضرب هو اخر تفعيلة في السطر الشعري).
ج: استعمال "فاعل" في الخبث : وهو أمر لم يكن معروفا لدى الشعراء القدامى .
د: التدوير : حيث قسم الشاعر الحديث التفعيلة بين سطرين شعريين ، حسب الدفقة الشعورية ، وهذا لم نلمسه عند الشعراء القدامى .
- استخدام القافية بخصائص جديدة :
وتتمثل هذه الخاصية فيما يلي :
- الالتزام بالقافية كنظام إيقاعي ، دون الالتزام بحرف الروي .
- التخلي عن القافية باعتبارها نقطة وصول ، وجعلها عكس القدامى محطة وقوف اختيارية ، حسب الدفقة الشعورية .
- جعل القافية جزء في البناء الموسيقي العام للقصيدة .
- وضع علاقة بين القافية والجملة الشعرية .
خلاصة الكاتب :
بعد أن درس الكاتب الخصائص الفنية للشعر الحديث ، توصل الى أن الحداثة هي السبب الرئيسي الذي جعل الشعر العربي الحديث غامضا ، اي الابتكار والتجديد في الشعر كان سببا في غموضه وصعوبة فهمه.
الثانية باك اداب
الثانية باكالوريا اداب
اقرأ أيضا :
تعليقات
إرسال تعليق