ظاهرة الشعر الحديث : ملخص الفصل الثالث ، تجربة الحياة والموت بشكل مبسط .

 ظاهرة الشعر الحديث : ملخص الفصل الثالث ، تجربة الحياة والموت بشكل مبسط .

الثانية باك اداب
الثانية باكالوريا اداب

ظاهرة الشعر الحديث: ملخص الفصل الثالث، بكل بساطة


يبدأ الفصل الثالث من كتاب ظاهرة الشعر الحديث ،  "لأحمد المعداوي المجاطي"،المعنون بتجربة الحياة  والموت ، بالحديث عن الواقع العربي في القرن العشرين . وهو واقع  كان يتميز بأحداث متناقضة أي بأحداث إيجابية وسلبية . 

فحيث مرت  الأمة العربية بالعديد من الأحداث الحزينة ، أهمها نكبة فلسطين سنة 1948 . والتي كان لها وقع كبير على نفسية الشاعر العربي ، مما أدى به إلى الإحساس باليأس  والكآبة ، فنتج عنها موضوع الغربة والضياع الذي ظهر بقوة في شعره . وهو موضوع تطرق إليه الكاتب بإسهاب في الفصل الثاني . ( هذا الفصل يرتبط بشكل كبير مع الفصل الثاني ).

بالمقابل نجد أحداثا أخرى مشرقة و مفعمة بالأمل ، ويمكن تلخيصها في استقلال الدول العربية ، وتأميم قناة السويس ، والوحدة بين مصر وسوريا .

وهي أحداث زرعت الأمل في نفسية الشاعر ، مما أثمر عنه موضوع الحياة والموت والبعث . ( وهو موضوع الفصل الثالث بامتياز ).

حيث وجد الشاعر نفسه في هذه الظرفية أمام واقع عربي مخالف تماما لما تعلمه ، وكان يعرفه عن تاريخه المجيد ، الشيء الذي جعله يطرح العديد من الأسئلة ، ومحاولة البحث عن إجابات لها ، من خلال مراحل نذكرها فيما يلي :

- مرحلة ازدهار الحضارة العربية :

    حيث أن الحضارة العربية الإسلامية ، عرفت ازدهارا كبيرا منذ ظهور الدولة الإسلامية ، وسقوطها بسقوط بغداد في السابع الهجري ، لتبدأ مرحلة الانحطاط  والتي استمرت إلى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ، لتبدأ مرحلة النهوض من جديد .

وبالتأمل  في هذه المراحل الثلاث ، نجد أنه تم اعتبار مرحلة ازدهار الحضارة العربية بمثابة الحياة ، ومرحلة الانحطاط بمرحلة الموت ، ومرحلة النهضة بمرحلة البعث .

وهذه المراحل الثلاثة : الحياة ، والموت ، والبعث . دفعت الشعراء إلى طرح سؤال عميق ، يتمثل في : " كيف يمكن الانتقال من مرحلة الموت إلى مرحلة البعث ؟ " ، أي كيف يمكن الانتقال من مرحلة الموت إلى مرحلة البعث ؟ ، أي كيف يمكن الانتقال من مرحلة التخلف والانحطاط ، الذي تعيشه الأمة العربية إلى مرحلة البعث والنهضة ، الذي تسعى إليه الأمة العربية ؟

ليأتي الجواب عن هذا السؤال من خلال أربعة شعراء ذكرهم الكاتب : "علي سعيد أدونيس ، وخليل حاوي الشاعر اللبناني ، وبدر شاكر السياب ، وعبد الوهاب البياتي .

حيث قام هؤلاء الشعراء الأربعة بمحاولة جادة ، لإيجاد صيغة مناسبة للانتقال من مرحلة الموت إلى البعث ، أو بالأحرى من مرحلة الانحطاط إلى مرحلة النهضة .

وقد اقترح كل شاعر من هؤلاء الشعراء طريقة يمكن بها للشعر  العربي أن ينتقل من مرحلة الانحطاط إلى البعث والنهضة . حيث اقترح :

علي سعيد أدونيس " : فكرة التحول .

أي أن الانتقال من مرحلة الموت إلى الحياة ، يجب أن تكون عن طريق التحول ، وانطلق من فكرة أن الأمة العربية ذات مجد عريق . فأدونيس انطلق من من فكرة الافتخار بالمجد العربي ، و هو الآن في واقع متخلف ، يعاني أيضا من انعكاسات هذا التخلف ، وفي الوقت نفسه كان يحس بأنه مختلف قليلا عن هذا الواقع المتردي ، لذلك فكر في طريقة للخروج من هذا الانحطاط الى النهضة والتطور . فاقترح مفهوم التحول .هذا الأخير الذي يقصد به تلك اللحظة التي يموت فيها وجود قائم بذاته  ليحل محله وجود اخر .الذي هو سبيل بعث الحياة من جحيم الموت . 

ففي نظر "أدونيس " ، التحول هو قانون حياة حياة بأكملها ، لا يخص الإنسان فقط ، بل يخص كل الكائنات بما في ذلك الأمة العربية التي يمكن أن تنتقل من الموت إلى البعث .

وقد عبر الشاعر عن هذه الفكرة في العديد من قصائده ، غير أنه تفوق في بعضها بينما أخفق في البعض الأخر . 

"خليل حاوي" : المعاناة .

خلاف " أدونيس" الذي اقترح فكرة التحول ، اقترح " خليل حاوي "، مفهوم المعاناة للخروج من مرحلة الموت إلى البعث ، ففي نظر "خليل حاوي"، أن التحول يكون بطريقة سلسلة حتى يحدث ، لذلك رفضه واقترح بدله مبدأ المعاناة . حيث أن هذه الأخيرة لها مكانة واضحة في قصائده . لأن الشعور برخامة الحاضر ، وعقمه  الذي لا يظهر ملامح التطور . أصبح بالنسبة لخليل حاوي هو العائق الذي يعرقل عملية الاحتراق والتطهر الذي يسبق الولادة الجديدة . ويقصد بالولادة الجديدة ولادة أمة متطورة وناهضة ، وبتأخر عملية الاختراق يمتنع التحول ويتأخر .وبالتالي تستمر المعاناة مع الموت والبعث. 

وبالاطلاع على بعض قصائده نجد أنها لفظة المعاناة حاضرة بقوة ، في الكثير منها ، بل أكثر من ذلك فهو يربط بين المعاناة والبعث ، أي بين عملية الانتقال من من الموت إلى البعث أو من الانحطاط إلى النهضة يجب أن يكون عبر المعاناة ، وليس عبر التحول كما ذكر "أدونيس".

"بدر  شاكر السياب: الفداء .

اقترح بدر "شاكر السياب "، مفهوم الفداء ، للانتقال من الموت اللى البعث او من الانحطاط الى البعث . 

ومفهوم الغذاء قد أخد حيزا كبيرا من أشعاره ، وما يميز تجرب السياب في معاناته مع الموت والبعث ، هو أن الموت يأخذ عنده صيغة الفداء. هذا الأخير الذي لا يتم في نظره إلا بالموت ، بل والعديد من الأموات والضحايا حتى يتحقق البعث.

والفداء عند بدر  "شاكر السياب "، يكون أكثر عمقا عندما يوظف الأسطورة ، ولعل أنجح قصيدة معبرة عن فكرة الفداء بقوة ووضوح هي قصيدة " المسيح بعد الصلب " ،

غير أن فكرة الموت لم تكن ناجحة دائما ، حيث أن الموت يمكن أن يكون زائفا ، حينما لا يجد بطلا زائفا راغبا في الموت ، حيث تفقد الأشياء قدرتها على التجدد ولذلك إذا حدث البعث فسيكون بعثا زائفا.

تنبيه :  ( هنا للإشارة أن القران الكريم ينفي الصلب ، كما تعلمون وما هذا المثال إلا نموذج للتعبير عن وأي بدر شاكر السياب في محاولته ايجاد طريقة للخروج من الموت الى البعث او كما يعبر عنها من الانحطاط إلى النهضة والتطور).

"عبد الوهاب البياتي" : جدلية الأكل واليأس.

خلاف باقي الشعراء نجد أن البياتي ، انطلق من فكرة جدلية الحياة والموت . ففي نظره أن مصدر الأمل هو الثورة ، بينما مصدر اليأس الارتباط بالصورة الغربية.

فالشعوب في نظره التي قامت بثورة هي التي حققت النهضة بعد ذلك ، من قبيل : الثورة الصينية و الثورة الروسية ، والثورة الفرنسية ،… فهذا التاريخ من الثورات في نظره غير مرتبط بزمن معين أو بمكان .

لكن عند حديثه عن الثورة والأمل ، سرعان ما كان يصيبه باليأس . بالاخص عندما بيحدث عن الثورة العربية ، التي توظف طاقاتها لإجهاض نفسها كل لحظة .

من خلال هذا الصراع الجدلي بين الموت والحياة في شعر البياتي ، يتبين أنه يتحدث عن ثلاث منحنيات :

منحنى الأمل : وفيه تنتصر الحياة على الموت ، إلى الحياة والبعث .

منحنى الشك  : عندما تنتصر الموت على الحياة ، ويحدث بسبب الشك في النظال ، وفي النظال ليس دائما  هناك أمًا .

منحنى الانتظار : وفيه يكون التوازن بين الموت والحياة ، ولا يكون بينهما منتصر وبالتالي تبقى المسألة مسألة انتظار .

وقد ختم الكاتب هذا الفصل بالحديث عن أسباب عدم تجاوب الجمهور العربي مع الشعر الحديث .

وقد حصرها الكاتب في أربعة عوامل ، هي :

العالم القومي : ويرجع إلى الخوف من قيام التجربة الشعرية بتشويه الشخصية الدينية والقومية العربية .

العامل الثقافي : وسببه هو أن شريحة كبيرة من القراء العرب ، كانت  تعتقد أن الشعر القديم جيد ، مما جعلهم يرفضون التجديد .

العامل السياسي : ومصدره خوف الحكام العرب من المضامين الثورية التي يحملها هذا الشعر ، مما دفعهم إلى منع العديد من الدواوين ، وسجن و نفي بعض الشعراء.

العامل الفني : ويتمثل في كون هذا النوع من الشعر كان يعتمد على الأساطير والرموز والانزياح. الشيء الذي جعله شهرا صعب الفهم من قبل الجماهير ، وكان هذا عائقا كبيرا للتواصل مع الجمهور .

الثانية باك اداب

الثانية باكالوريا اداب


اقرأ ايضا : 

ظاهرة الشعر الحديث : ملخص القسم الأول وموضوع كل فصل بالتفصيل المبسط .


ظاهرة الشعر الحديث : ملخص الفصل الثالث ، تجربة الحياة والموت بشكل مبسط .





تعليقات