أحكام النون الساكنة ، الإدغام . الادغام التام ، الإدغام الناقص الإظهار ، الإخفاء ، الإقلاب

 أحكام النون الساكنة ، الإدغام . الادغام التام ، الإدغام الناقص  الإظهار ، الإخفاء ، الإقلاب .

أحكام النون الساكنة ، الإدغام . الادغام التام ، الإدغام الناقص  الإظهار ، الإخفاء ، الإقلاب

الإدغام :

الإدغام ، هو إدماج و إدخال حرف في حرف اخر يشبهه حتى يصيرا حرفا واحدا مشددا / مضعفا ، لتجانسهما وتشابههما .

والادغام هو البوابة التي دخل منها سبويه في كتاباته.

أما اصطلاحا : الادغام هو عملية صوتية أو صواتية ، لتسهيل عملية النطق لهدف مراعاة مخارج الحروف وصفاتها .  

مثال :

عليماً حكيماً = هنا تشابه على مستوى الأداء .

أما الكتابة العروضية : فتأتي هكذا " عليمن حكمين"، وجود نون في اخر الكلمتين  .

 أقسام الادغام : 

- ينقسم الادغام إلى قسمين : إدغام تام ، وإدغام غير تام ( أي ناقص / بغنة):

أما الادغام التام :

فمن خلال إسمه نستشف أنه إدغام كامل ، ويوحي بأن هناك صنف اخر غير تام/ ناقص.

الحروف التي تطبق عليها هذه القاعدة هي : { رَلَّ}، فإذا أعقب النون الساكنة أو التنوين حرف من حروف الادغام التام "رل" ، فإنها تدغم إدغاما كاملا ، أي تاما فلا تنطق النون الساكنة أو التنوين .

  ولتوضيح ذلك نورد بعض الأمثلة :

    * منْ رَبِّهِم : هنا ندمج النون الساكنة في الراء فتصبح " مِرَّبِّهم ".

     * كلوا من رزق الله : نفس القاعدة المذكورة في المثال أعلاه ، نظرا لوجود نون ساكنة و الراء بعدها فتصير : مِرِّزق .

* غفورٌ رحيمٌ : هنا نقول غفورُرَّحيم ، التنوين هنا صار حرفا مشددا .

* أنْ لَنْ :  تصير ألَّن هنا تشديد الحرف الموالي.

هدى للمتقين : تصبح هُدَلِّلمتقين.

بهذه الامثلة فاننا نكون أمام إدغام كامل ، بحيث ندغم النون في الحرف الموالي صفة ومخرجا ، ( صفة النون الغنة )، لكن إذا وردت ساكنة وبعدها الراء واللام ، فإنها تدمج في الحرفين المواليين ولا يبقى منها شيء .

الادغام الناقص / غير التام / بغنة :

في هذه الحالة النون لا تختفي كليةً ، وإنما فقط صفتها ، وتكون مع حروف " يومن". 

فإذا وردت حروف " يومن"، بعد النون الساكنة أو التنوين ، فإننا ندغم هذه الحروف مع الإبقاء على صفتها . 

والغنة : هي أداء الصوت بالخيشوم ، أي لاحَظَّ للسان فيه ، وهذا الصوت له قياس زمني ، يكون بمقدار حركتين ( أي بمقدار طية الأصبع ثم مدِّه )، لا تتجاوزهما ولا تنقص عنهما ، وهي ملازمة لحركتي النون والراء فقط .

وقد تكون بمقدار  ثانيتان ،  المهم أن يشعر المستمع ، أن هناك إطالة في النطق .

فحسب  القاعدة  : كل نون وميم مشددتين فإنهما يؤديان بغنة .

مفهوم الحركة :

الحركة ،  ليس المقصود بها الحركة الإعرابية الصافية ، وإنما المقصود بها مقدار طي الأصبع . 

فالحركة عند علماء التجويد هي مدة زمنية يقدرونها كأقصى حد في ست حركات (كمد طويل ) ، وأربع حركات ( كمد متوسط )، ومدها العادي في حركتين . وهذه الحركات غير واردة في القران وإنما تعلُّمُها يتم بالتدريب .

سمي الادغام بالناقص لأنه استثني منه النون .

 أمثلة :

من يعمل تصير ميَّعمل + غنة.

من وليمِوَّلي .

من ماء  مِمَّاء .

الحكم الثاني من أحكام النون الساكنة أو التنوين:

الإقلاب:

الإقلاب تحويل الشيء عن وجهه ، واصطلاحا : هو قلب النون الساكنة ميما خفيفة . 

فمن خلال اسمه نستشف أن هناك شيء يقلب الى شيء اخر ( تحويل ، قلب ، تغير ، تبدل …) ، أي قلب النون الساكنة ميما حينما تكون متلوة بحرف الباء . 

فحسب القاعدة : إذا كانت النون الساكنة + حرف الباء فإنها تقلب ميما . وهذه القاعدة تطبق سواء كانت كلمة واحدة أو بين كلمتين . وهي مرتبطة بالنون وتعتبر من أبسط قواعد التجويد .

مثال في كلمة واحدة : 

1: قال تعالى :{ وما ينبغي له } ؛ تنطق يمبغي له ( تسمى ميما خفيفة ، وليست صريحة أي تكون بمقدار تمرير ورقة بين الشفتين ، أي لا تطبق الشفتين عند نطق الميم ) إطلاقا تاما . 

2: أنْبِئهم : { أمْبِئهم } ؛ نفس القاعدة أعلاه .

مثال بين كلمتين :

أي نون بعدها باء ، أو تنوين بعدها باء .

من بعد : تنطق مِمْبَعْد

سميعاً بصيرا : تنطق سميعمبصيرا

قد يتبادر إلى ذهن القارئ السؤال التالي : لماذا تم تحويل وقلب النون ميما ؟ 

الجواب :

نظرا لتقارب مخارج الحروف ، أي أن الباء والميم متقاربين في المخرج فكلاهما يخرج من الخيشوم . 

ملاحظة هامة :

   إذا كانت ميما بعد النون الساكنة نكون أمام إدغام ناقص ، وليس إقلاب . 

مثاله : من من = ممَّن : تدخل في حكم الإدغام وليس الإقلاب .

فالإقلاب  يقع فقط مع حرف الباء ، كما أنه في الادغام لا نجد حرفا مشددا ، ولكننا نقلب النون ميما ولا ندغمها . 

الإظهار :

الإظهار هو البيان ، والايضاح ، أظهر الشيء أبينه ، أبرزه … وهو عكس الإدغام .

 فهو اي الاظهار يكون  بإظهار النون صفة ومخرجا ، أي أنه يتم إظهار الحروف كاملة إذا جاءت بعد الحروف " أ - ه - ع - ح - غ- خ" ، والتي جمعها العلماء في قولهم : " أخي هاك علما حازه غير خاسر " .

سؤال :

لماذا تظهر النون إذا جاءت متلوة بهذه الحروف ؟ 

الجواب :

 نظرا لعدم تقارب وتجانس الحروف .

 وسبب تطبيق قاعدة حكم الإظهار في هذه الحروف ، هو أن هذه الحروف كلها حلقية . وإنتاج هذه الحروف والاصوات بعيد عن إنتاج حرفي النون والميم لذلك نقوم بإظهارها . 

أمثلة :

سلامٌ هي : لا يجوز الادغام ولا يجوز فيها غنة ، فتنطق كما هي بإظهار النون ( سلامن هي ).

من علق : الحكم هو الاظهار كذلك .

من غير سوء : يطبق فيها حكم الإظهار .

عزيزٌ حكيمٌ : إظهار النون لانها متلوة بحرف من حروف الاظهار، كما ان النون أمامية والحاء حلقية ، أي هناك تباعد في المخارج ، وبالتالي حدوث نقل في أداء النون بجوار حروف الاظهار . 

الإخفاء :

الاخفاء يعني الاضمار ،  والستر الحجب أي كأنه يتم إخفاء شيئا معينا .

  باستثناء حروف الاظهار والادغام و الإقلاب  فإن ما تبقى من الحروف تطبق عليه قاعدة الاخفاء .

مثال : 

ريحاً صَرْصَراً — فموطن تطبيق القاعدة بين الحاء والصاد .  تنطق ريحا صرصرا يتم إخفاء حرف النون ، مع الاحتفاظ بغنة ( بمقدار حركتين ). 

قولاً سديداً — موطن تطبيق القاعدة بين اللام و السين ، ( فالتنوين متلو بحرف السين . اذن هناك غنة ايضا بمقدار حركتين . 

فصبرٌ جميل — كما في الامثلة السابقة . هنا ايضا غنة بمقدار حرفين لان التنوين متلو بحرف الجيم .

قد يتبادر إلى الذهن سؤال عن الفرق بين الادغام الناقص و الاخفاء ؟ 

الجواب :

في كلتا الحالتين تكون النون غائبة ، وصفتها حاضرة أي حضور غنة سواء في الاخفاء أو الادغام الناقص .

فقط موقع الاختلاف : يتجلى في كون أنه في حالة الادغام تكون النون غائبة والحرف الموالي مشددا .

أما في الإخفاء فإننا نجد إخفاء النون مع إبقاء الغنة دون تشديد الحرف الموالي .

بمعنى اخر في الإدغام نلجأ إلى إدغام النون في الحرف الموالي ، فينتج عنه حرفا مشددا ، في حين أن في الإخفاء لا ندغم الحرف فنحتفظ بغنة ولا يكون هناك تشديد .

مثال : 

من يعمل : ميَّعمل ( هنا الياء مشددة نتيجة الادغام الناقص ). 

في حين :

عذاباشديداً : تنطق عذابَشَديدا ( غياب التضعيف فلا يمكن أن نقول عذابَّشديدا  ).

تعليقات