نظريات التواصل : شانون ، ويفر ، لاسويل .

 نظريات التواصل : شانون ، ويفر ، لاسويل .

نظريات التواصل : شانون ، ويفر ، لاسويل .

إن نظريات التواصل متعددة ومتباينة ، لكن أكثر النظريات التي ظل أثرها بارزا وماثلا فيما صيغ بعدها من نظريات حول التواصل هي :

النظرية الرياضية للتواصل :la communication mathematique de la c :

اشتهرت النظرية الأولى باسم النظرية الرياضية للتواصل ، وكانت بمثابة استجابة لمتطلبات تقنية عبر عنها مهندسون في المواصلات السلكية واللاسلكية ، وذلك في سياق رغبتهم القياس الكامِّي للمعلومات المرتبطة بمجال عملهم ، إضافة إلى القوانين التي تخضع إليها تلك المعلومات ، من قبيل : مسألة التشويش lame bruit ، و الاختلال المعلومي Entropie ، والسديم le chaos.

 أما لفظ التواصل المشتمل عليه اسم هذه النظرية ، فيكتسي هنا معنى " الإبلاغ والإخبار والإعلام "، information ، وهذا ما يكشف عنه Shannon ، صاحب هذه النظرية نفسه حين يوضح أن ما يقصده بالتواصل هو الاعلام والابلاغ و وتنقل المعلومات . ولعل التسوية بين هذين الامرين هي مصدر الخلط الذي مازال شائعا إلى الان بين مفهومين مختلفين هما : الإعلام والتواصل .

وعليه فنظرية shanon وweaver هذه ترتكز على مبدأين اثنين ، هما : 

- المعلومات تتخذ وجهة واحدة في تنقلها بعد بثها . 

- المعلومات كمٌّ قابل للتحديد والتقدير بالوسائل التقنية : أو هي مقدار إحصائي مجردٌ يميز  الرسالة عما سواها من الرسائل بصرف النظر عن الدلالة .

وعلى الرغم من أن أعمال shanon ، تتميز بطابعها المفرط في التقنية ، لابد من الإشارة إلى أن الترسيمة التي وضعها ل " المنظومة العامة للتواصل "، ظلت سارية المفعول في مختلف التحليلات المتعلقة بالمعلومات ، بل في مختلف نماذج التواصل اللفظي التي تمت بلورتها بعدئذ ، وهذه الترسيمة هي الاتية :

مصدر المعلومات  — رسالة — مرسل — إشارة مرسلة —مصدر للتشويش —إشارة متلقاة— متلق — رسالة — وجهة .

ومن الجدير بالذكر أن هذه الخطاطة كان لها صدى قوي في بداية الخمسينات أكثر ما تجلى في ترسيمة رومان جاكبسون الشهيرة ، لكنه حقا بعد عقد من الزمن وبسبب اتخاد الدراسات التواصلية وجهتين متغايرتين ، هما : وجهة خاصة بالمعلومات ووجهة سيكوسوسيولوجيا.

ثم إن النموذج الذي تحيل عليه ترسيمة shanon يؤشر على نظرية لمعالجة المعلومات ويتعلق الأمر بنظام آلي مادام أن إعداده قد تم استجابة لطلبات مختبرات bell . فأصحاب هذه المختبرات كانوا يريدون معرفة الكيفية التي تتيح لمصدر المعلومات بنقل رسالة معينة إلى وجهة محددة بأقل خسائر ممكنة حتى وإن تعلق الأمر بمعلومات متداخلة .

وكان shanon شانون ، من بين المهتمين بدراسة ظاهرة التواصل بمختلف أبعادها كما أن اشتغاله كمهندس اتصال ساعده في هذه الدراسة ، و طرح أمامه عدة تساؤلات حول الإتصال التلغرافي والمشاكل التي تعترضه في مسيرته حتى يصبح اتصالا سليما .

وقد عرف شانون التواصل بأنه سيرورة ، وأن هذا الاتصال يتجلى في انتقال رسالة ما من جهة تسمى المرسل إلى جهة ثانية تسمى المرسل إليه عبر الية تسمى القناة أي المسار الذي تسلكه الرسالة وهي في طريقها الى المستقبل ( المرسل اليه ). 

وخلص شانون الى أن التواصل يعتمد على أربعة عناصر ضرورية ليحقق هذا التواصل وهي المرسل - الرسالة- المرسل اليه القناة . ( التشويش ).

معنى التشويش :

التشويش : ظاهرة تعرقل عملية التواصل لكنها لا تدخل ضمن مضمون الرسالة ، ويعد التشويش عدوا للتواصل ذلك أن التواصل هو أن يكون الاصغاء متبادلا بين المرسل والمرسل اليه .

نظرية هارل لاسويل : 

تمثل هذه النظرية كبار الصحفيين وكذا المهتمين بدراسة الاعلام ، حيث انصبوا في دراساتهم حول كيفية تواصل الجماهير،  بصفة عامة وقاموا بطرح تساؤلات عديدة و استفسارات ، ثم بعد ذلك حاولو الاجابة عنها .

ونذكر من بين هذه الاسئلة : من ، ماذا ، كيف ، لمن ، لماذا . ثم بدؤا بجرد هذه الاسئلة وشرحها . كالاتي :

من : تمثل المرسل وهو الذي ينتج الرسالة ، ويسعى إلى إرسالها إلى جهة المرسل إليه . مع اخذ عين الاعتبار وضعية المرسل اليه .

ماذا : ويقصد بها الرسالة أي الخطاب أو الحدث او الصورة التي يرغب المرسل في ارسالها الى المرسل اليه .

كيف : وتتجلى في العملية او الكيفية او حتى الوسيلة التي ستمر عبرها الرسالة قبل وصولها الى المرسل اليه وهو ما يسمى بالقناة .

لمن : وتمثل المرسل اليه أي الذي يتلقى الرسالة من المرسل عبر القناة .

لماذا : ونعني السبب أو الغاية أو الاثر ،  اي لماذا أرسلت الرسالة ، وما الغاية منها .

نظرية وينر winner :

لقد عاب وينر على النظريتين السابقتين نظرتهما الى عملية التواصل كونهما اعتمدتا على نظرة افقية ، كما ان القاسم المشترك بينهما هو الاتجاه الخطي الافقي ،حيث ان الرسالة تنطلق من المرسل في اتجاه المرسل اليه عبر قناة .

وحين يتوصل المرسل اليه بالرسالة فإنه لا يحدث أي ردة فعل الشيء الذي يعيق العملية التواصلية عند وينر ويعتبرها تواصلا من جهة واحدة .

لذلك فقد اقترح وينر خطاطة يبين من خلالها العملية التواصلية وكيفية انجاحها ، أي عودة الأثر بمعنى الرسالة حين وصولها الى المرسل اليه من جهة المرسل فان عليه هان يقوم بردة فعل أي الرد على الرسالة اي انه يصبح في هذه الحالة مرسل .

كما توصل وينر winer الى ان عودة الاثر تقسم الى نوعين  هما :

أثر سلبي :أي أن المرسل إليه حين توصله بالرسالة فإنه لا يقوم بأي ردة فعل ، فقد يصمت مثلا ولا يرد الرسالة .

أثر إيجابي : أي المرسل إليه يقوم بالرد على الرسالة بنفس درجة الحرية التي يمتع بها المرسل عند ارساله لها .

فالمرسل في هذه العملية يحاول خلق نوع من التواصل بينه وبين المرسل  اليه أي أنه يفتح امامه الباب للنقاش حين يقوم المرسل اليه بالرد عليه.

وبالتالي عودة الاثر الايجابي يعد ضروريا لانجاح العملية التواصلية بينهما ، لقد أخذت  نظرية وينر بالجانب الاجتماعي للفرد ، كما اهتمت بالظواهر الاجتماعية المختلفة .

ولم تكن هذه النظرية لتهتم بالجانب النفسي على اعتبار أنها انطلقت من العلاقة بين الافراد وتعد مركز للاهتمام والدراسة عكس ما حصل في السابق .

ولقد صاغ مثالا عن هذه العلاقة ودورها في إنجاح العملية التواصلية تتمثل أساسا في الأوركسترا.

بمعنى أنه داخل هذه الأوركسترا هناك عدة أشخاص يعزفون وأن كل فرد منهم يعزف مقطوعة على الة موسيقية مختلفة من حيث الحجم والاداء عن زميله .

إلا أن القاسم المشترك بين هؤلاء العازفين هو خلق لحن موسيقي متناسق تشد أنظار الحظور والمستمعين ، و بذاك تكون قد حققت تواصلا فعالًا وحقيقيا . 




تعليقات