التنمر المنزلي ، التنمر الزوجي ، تنمر الاباء عن الابناء ، التنمر بين الإخوة ، علاج التنمر وعواقبه.
التنمر المنزلي :
التنمر المنزلي ، هو أحد أنواع التنمر المنتشرة جدا بين المجتعات عامة ، والعربية خاصة . حيث نعيش وسط بيئة تنمرية بامتياز .
ويتخذ التنمر المنزلي عدة أشكال :
التنمر الزوجي :
التنمر الزوجي ، هو شكل من أشكال التنمر الذي لا يكاد يخلو منها بيت ، ويعتبر نوع من أنواع العنف المنزلي الذي يطال الطرف الضعيف بين الزوجين . فقد يكون التنمر صادر من الزوجة أو الزوج وإن كان الشائع هو التنمر من طرف الزوج خاصة في البلدان العربية لعدة أسباب لايتسع المقام لذكرها.
مظاهر التنمر الزوجي :
- لوم طرف من الزوجين " الزوج /الزوجة " الطرف الاخر، بعدم تحمل المسؤولية بكلمات جارحة من قبيل : " أنت فاشلة "، "بسببك لم يتفوق الاطفال في دراستهم "، أنت لاتجيدين اي شيء في حياتك ، "أنت ان غير صالحة" ، أو" نعث شكلها كقوله " انت نحيفة "، "انت بدينة" ، "مظهرك غير متناسق " ...
ونفس الشيء قد يصدر من الزوجة المتنمرة تجاه زوجها ، حيث تبحث عن أسوء نقطة فيه وتشتغل عليها وتكررها على مسامعه كلما سنحت لها الفرصة . كقولها : " أنت فقير "، "أعيش عيشة بائسة معك " ، " انت لا تتقن اي شيء " ، فلان افضل منك ، وتقارنه بشخص اخر قصد التقليل من شانه واذيته واحباطه .
أسباب التنمر الزوجي :
تعود أسباب التنمر الزوجي بالاساس الى تربية الطرف المتنمر في بيئة تنمرية .
- تعرض الطرف المتنمر إلى سلوك التنمر في فترة طفولته أو مراهقته .
- إشعار أهله له انه دون قيمة ، اواهمية فيخزن ذلك السلوك التنمري في ذاكرته ، مما يسبب له الاحساس بالنقص بشخصيته ، ويضعف ثقته بنفسه ، ومع مرور الزمن يخرج ذلك السلوك ليمارسه دون شعور منه على الطرف الاخر سواء في عمله او بيته .
وقد يمارس الزوج المتنمر التنمرعلى زوجته رغبة منه في السيطرة ، وإثبات أنه أقوى من زوجته ، خاصة إن كانت الزوجة مثقفة ، وطموحة ، وحاصلة على شهادة علمية أعلى منه ، مما يدفعه الى التنمر للتقليل من شأنها وإحباطها . وهذا فقط من أجل تعويض ذلك النقص الذي شعربه وهو صغير وتأثر به . بيد أن التنمر سلوك يترسخ في نفسية الشخص خصوصا إذا تعرض له في فترات حياته الحساسة كطفولته أو مراهقته ، ومن أقرب الناس اليه كوالديه او اخوته او معلمه ، كون الطفل في هذه المرحلة يصدق كلما يقال له من هؤلاء ويعتبرهم مصدر ثقة وكلامهم صحيح . مما يولد الشعور بعدم الامان والاستقرار بشكل دائم .
تنمر الاباء عن الابناء :
تنمر الاباء بالابناء ، يعد من أخطر وأقوى تنمر قد يتعرض له الانسان ، كونهما مصدر الثقة والامان عند الطفل ، وعندما يكسرانه بتنمرهما كلاهما أو أحدهما ، فحتما سيؤدي به ذلك لا محالة الى مشاكل نفسية ، وفشل عويص في حياته . ويتخذ تنمر الاباء بالابناء شكلين هما :
التنمر الجسدي : وهو كل اعتداء يؤذي جسم الطفل .
ويدخل ضمن التنمر الجسدي ، كل ضرب أو صفع أو ركل ، أو جذب من الشعر، أو إلحاق الأذى بالطفل باستعمال أحزمة جلدية ، أو الكي ، وكل وسيلة غبية تتسبب في إيذاه بشكل مستمر ، من أجل تقويم سلوكه ، أو ترويضه إذا صح التعبير . كون التعامل مع الطفل بهذه الوسائل ما يحيل الا ان ابواه يعتبرانه ، "حيوانا وجب ترويضه كما قال الذكتور مصطفى أبو سعد ."
والتنمر اللفظي :
وهذا أيضا نوع من أنواع التنمر التي لا تقل خطورة عن سابقتها ،لما لها من اثار على المدى البعيد ، وما تسببه من إحراج للطفل والتقليل من شأنه ، وتكسير ثقته بنفسه . و يكون التنمر اللفظي بمناداة الطفل بأوصاف ونعوث قبيحة ، "كقول الام لابنتها "أنت سمينة" ، أو" أنت لا جدوى منك "، أو قول الأب لابنه: "أنت فاشل "، او " غير نافع "، او" أنت بليد .... أو تهديده أو مقارنته ، أوإبداء ملاحظات سيئة وسلبية أمام الاخرين ، والسخرية منه ، أو الشكوى منه أمام الاخرين حتى لو كانوا إخوته وعائلته.
وقد يبالغ بعض الاباء في التنمر اللفظي ، بإخبار طفلهم أنه عالة عليهم ، أو تمنيهم بعدم ولادته ، أو أمنيتهم كانت في إنجاب ذكر اذا كان المتنمر به فتاة أو العكس .
كما أن هناك بعض الاباء يصل بهم الامر ، الى طلب الكمال من الطفل وبذل مجهود أقوى من طاقته ، وإن لم يحصل على ما يرغبون به يعاقب عقوبات غير معقولة ، وقد يتجاهلونه كنوع من العقاب النفسي .
وقد أثبتت الدراسة أن الاطفال المصابون بأمراض نفسية جراء التنمر الأبوي يصل الى نسبة 80% ، وهم اطفال يعانون من عدم الثقة بالنفس ، وتقدير الذات ، ومشاكل في التركيز، و صعوبة في التعلم مما يدفع العديد منهم الى الانقطاع عن الدراسة ، وعدم القدرة على العمل مستقبلا حتى وان اشتغلوا لا يستمرون في العمل ، بل يتنقلون من عمل الى اخر دون الاستمرار.
وكل هذا راجع الى انخفاض توقعاتهم عن أنفسهم ، حيث يشعرون أنهم غير قادرون عن العمل ، إضافة إلى عدم القدرة عن اخذ المبادرات خوفا من الفشل ، و صعوبة في المحافظة على علاقات صداقة طويلة الأمد ، وهؤلاء الأطفال هم من يصيرون في المستقبل عند كبرهم متنمرين ومنهم من يلجأ الى العدوانية ، او الانطواء التام ، واخرون يتعاطون المخدرات والكحول ، ويعيشون عالة على المجتمع خوفا من اندماجهم ومن نظرة الاخر لهم .
اضافة الى مشاكل قد يصاب بها الأطفال في فترة طفولتهم كالتبول اللإرادي ، والتأتأة ، وقظم الأظافر ، والعدوانية ، أو الانطواء ، والعزلة الاجتماعية.
عموما ، أغلب هؤلاء الأطفال يفشلون في حياتهم فشلا ذريعا ، في الاستقلال ، و العمل واستئناف الدراسة ، والاندماج ، وتجدهم يميلون أكثر للعزلة والوحدانية والانطواء ، و وقد يصابون فترة شبابهم بالاكتئاب ، أو البارانويا ، أو العزلة الاجتماعية .
لهذا اعتبر التنمر اللفظي الصادر من الابوين ، أخطر وأقوى تنمر منزلي قد يواجهه الانسان كونه يكسر الابناء كليا ، و يزعزع ثقتهم بانفسهم ، ويترك جرحا عميقا يصعب الشفاء منه مع الوقت ، الا اذا فهم الابناء المتنمربهم الاسباب وحاولوا تجاوزه بانفسهم ، او استعانوا باستشاري نفسي اذاعجزوا .
غير ذلك ، فإنهم يتاثرون به ، ويتخذونه أسلوبا يتعاملون به مع محيطهم ، وينقلونه الى بيت الزوجية فيمارسونه عن الابناء ، او الزوج ، او الزوجة ، مما يؤدي الى مشاكل في العلاقة الزوجية قد تنتهي بالطلاق احيانا ، او العيش حياة نكدية . وهذا راجع الى ما عاشوه في طفولتهم . خاصة وان مايقوله الاباء لابنائهم يصدقونه فورا . لانهم يعتبرون مصدر ثقة ، و امان ويتاثرون بهم .
تنمر الإخوة :
تنمر الإخوة ، هو الاخر حالة منتشرة في معظم البيوت ، وقد تسبب مخاطر جسيمة ، اذا لم يتم التصدي لها في الوقت المناسب ، وبطريقة عقلانية .
فالتنمر بين الاخوة ، ليس بحالة عابرة كما يعتقد البعض ، لانها فعلا تؤذي نفسية الاخ المتنمر به في صحته الذهنية ، و نموه العقلي .
والصادم أن الاباء يتقبلون هذا التنمر، والتسلط الأخوي بحجة أن الأخ الأصغر يتعلم الدفاع عن نفسه ، غافلين عن الفرق الكبير بين الخلاف الطبيعي ، بين الاخوة الذي يجب ان يحدث مرات قليلة جدا ، والذي يقوي الاخ الاصغر ويعلمه الدفاع عن نفسه ، ويكون في المراحل المبكرة من الطفولة ، وبالضبط عندما يكون احد الاطفال يطور مهاراته التواصلية ، او في حالة الغيرة . وبين التنمر الذي يدمره ويدمر العلاقة الاخوية مستقبلا بتكرار ألقاب قبيحة ، وكلام جارح ، ووصفه باوصاف تطال شكله ، او طريقة كلامه ، او لباسه وغيرها . وضرب نقطة ضعفه .
والاغرب من هذا أن الاباء الذين يقبلون التنمر المنزلي يعارضون وبشدة التنمر خارج المنزل وهذا التناقض في حد ذاته يؤذي الطفل المتنمر به كثيرا .
علاج التنمر بين الاخوة :
علاج التنمر المنزلي يكون بعد طرق هي :
تدخل الاباء في الوقت المناسب ، ومعالجة الامر بشكل جدي وبالحوار.
التحدث لكل طفل على حدة ، ثم كلاهما من اجل ترسيخ اسلوب الحوار ، و التفاوض ، و ترشيد سلوكيات الاخوة ، وغرس المحبة بينهم ، وتعليمهم حل النزاعات بطريقة سليمة دون اللجوء الى العنف .
عدم السماح لاي احد من الاخوة بالتنمر بالاخر ، سواء لفظيا ، او بمد اليد ، او الاعتداء على حدوده النفسية .
تنمر الأبناء بالاباء :
تنمر ابناء بالاباء هي خرى وان كانت قليلة او ربما سكوت عنها ، ويدخل ضمن هذا النوع من التنمر :
إحراج الأبناء لابائهم امام العائلة ، وعدم سماع كلامهم ،
الحديث بطريقة غير لائقة مع الام أو الاب .
رفع الصوت او اليد تهديدا بضربهم
رفض الابناء مصاحبة الاباء كون شكلهم لا يليق بمكانتهم .
رفض الابناء الاخذ بنصيحة الأم أو الأب في أمور حياتهم بذريعة أنهم قدامى ، و لا يفقهون في الحياة العصرية شيئا ، أو انهم أميون ولا يعرفون الحديث عن عمل يخص العصر الحديث من هواتف ووسائل تواصل اجتماعية .
التقليل من شأنهم او نعثهم بكلام جارح " كانت امي/ أمية ، أو قول للأم انت لا تعرفين سوى أشغال البيت ....
كيفية التعامل مع التنمر المنزلي ، علاج التنمر المنزلي :
محاولة تجاوز التنمر بعدم الاكتراث له فالترعرع وسط بيئة تنمرية لا يعني تقبله ونقله الى الاخر او اتخاذه اسلوب حياة .
إخراج المشاعرالسلبية مع شخص ثقة أو الاستعانة بالكتابة والتدوين .
ممارسة الرياضة .
تعلم الدفاع عن النفس بقول "توقف لا تتنمر عني " .
وضع حدود بين المتنمر والمتنمر به .
تجاوز كلام الأهل وتركه يمر بشكل عابر ، وكأنه لم يقل أساسا ولم يسمع حتى ، ولو كان هذا التنمر بشكل مستمر فلا يعني بتاتا تقبله وتصديقه .
الاقتناع بالذات ، وعدم تصديق كل ما يقال من تنمر حتى لو صدر من الابوين .
إيقاف المتنمر بشكل صارم اذا كانت امكانية .
فالشفاء بيد الانسان نفسه واذا عجز فلا بأس من طلب المساعدة .
عواقب التنمر :
عواقب التنمر المنزلي وخيمة جدا ، فإذا تنمر أحد الأبوين بالبنت ، فهذه البنت لما تكبر وتتزوج ستجد نفسها لا إراديا تتنمر بزوجها وأبنائها .
وإذا تنمراحد الابوين مع الابن سيحصل معه نفس الشيء ، وهكذا سيبقى التنمر متوارثا وينتقل من جيل إلى جيل .
المتنمر به "الضحية " ، غالبا لا يعرف كيف يخرج من دائرة التنمر المحيطة به ، ومن الكره النفسي التي تلقاها في مراحل طفولته ، أو مراهقته . فيجد نفسه بالضرورة يسقطه عن الاخرين دون وعي منه ، خصوصا اذا لم يكن فاهم أن ما يحمله من سلوك عدواني ، او انطواء اجتماعي ، ماهو الا نتيجة عن تنمر يستوجب التخلص منه ، أو علاجه . والا سيعرقل مسيرة حياته ، وسيصعب عليه التعايش به . فغالبا ما سيجد الرفض من الاخرين والتجاهل ، او الدخول في صراعات معه ، فلا احد يقبل التنمر او المتنمر، بينما يجد هو نفسه يتلذذ باحراج وإيذاء المحيطين به عن طريق نعثهم باقبح الصفات . خاصة اذا كان الشخص المتنمر به لا يرد الاساءة ، ولا يبدي اي ردة فعل تجاه المتنمر. فيجد ضالته ويفرغ كل ما ينقصه ، أو يتمنى حصوله في الانسان الصامت او اللطيف . لذا لا يجب بتاتا التواطؤ معه والصمت له فهو شخص مريض نفسيا ، وغير متوازن.
اقرإ أيضا التنمر
تعليقات
إرسال تعليق