الرواية البوليسية : قراءة توجيهية ، "الرهان الأخير" لعبد الإله الحمدوشي .
العنوان : le titre ، الرهان الأخير .
أول ما يثير الانتباه في غلاف أي رواية ، هو العنوان . باعتباره أول ما تقع عليه عيني القارئ ، فهو وإن كان في غالب الأحيان اختزال للنص ككل ، فهو لا يشكل النص ولا يغيبه ، بل قد يعطيه تنميحات مقتطفة ، كما يسلط الضوء على مسالك الرواية ، باعتباره استباقا مثله مثل ، الغلاف ، و المقدمة ، والرسوم المصاحبة وغيرها .
فالعنوان ، كما عرفه " عبد الكبير الداديسي في سلسلة الحرف التكوينية . دار الحرف للنشر والتوزيع ، ط الأولى 2007-2008 ص13 : " العلامة التي تسمي الكتاب ، و تميزه ، إنه بطاقة هوية الكتاب : فلا كتاب بدون عنوان".
وارتباطا بعنوان الرواية التي نحن بصدد دراستها "الرهان الاخير"، نجد أنه جاء على شكل جملة إسمية ، مكونة من ركنين رئيسيين هما : الرهان + الأخير ، كل واحد منهما يحمل دلالة خاصة ، تحيل على معنىً مستقرا في ذهن القارئ .
"الرهان" : مصدر ، راهن : وهو عقد بين أشخاص ، لهم وجهات نظر مختلفة في قضية ما ، يتلقى بموجبه صاحب الرأي الصائب قدرا من المال متفق عليه .
وهو أنواع من بينها :
رهان على الخيل ، و رهان على الملاكمة .... الخ .
أما الأخير : النهائي ، التالي...
إذن : ما نوع هذا الرهان ؟ وعماذا يتحدث ؟ ، ولماذا هو اخر رهان ؟.
التعريف برواية الرهان الأخير :
الرهان الأخير ، هي رواية متوسطة ، من الحجم الصغير ، يبلغ عدد صفحاتها 106 صفحة ، صدرت سنة 2002 ، عن مطبعة ، المتقي بيرينتر - المحمدية بالمغرب ، صمم غلافها : شفيق الزكاري ، وهي رواية قد بنيت على قالب بوليسي.
الغلاف :
من خلال ملاحظتنا العينية للكتاب ، نلاحظ أنه يحمل خطابين متباينين :
أحدهما لفظي : "اسم المؤلف ، العنوان ، جنس الرواية" ، والاخر أيقوني : المتمثل في " ألوان الغلاف ، صورة المؤلف ".
أما الخطاب اللفظي :
فيتجلى لنا من خلال اسم المؤلف " عبد الإله الحمدوشي "، الذي كتب في أعلى الغلاف باللون الأسود .
أما في الوسط فقد كتب عليه عنوان الرواية باللون الأحمر ، بخط كبير بارز جدا ، فيما كتب في الجانب الأيسر في أسفل الغلاف جنس الرواية ، بخط اليد " رواية بوليسية".
أما ظهر الغلاف ، فيحتوي - إلى جانب صورة المؤلف عبد الاله الحمدوشي - تعريف مبسط عن صاحب الرواية ، مرفوق ببعض مؤلفاته ، وقد ذُيِّلَ هذا التعريف بجزء من مقال مقتطف من صحيفة " le monde des livers" ، في 6 أكتوبر 2000 ، باللغة الفرنسية .
إلى جانب هذا ، نجد نص مقتطف من الرواية ، معنون بنفس عنوانها ، "الرهان الأخير "، وهو عبارة عن جزء من الحوار الذي كان بين الشخصية الرئيسية في الرواية عثمان ، و صديقته نعيمة . مقتطف من الصفحة : 85 .
أما الخطاب الأيقوني:
فيتمثل لنا في اللون الذي اتُّخِذ لغلاف الرواية ، وهو "الأصفر" ، ولا يخفى علينا أن هذا اللون يتخذ شكلين رمزيين :
فتارة يرمز إلى المرض ، و تارة أخرى إلى البهجة ، و البشاشة ، والقوة ، والعلم ، فضلا عن كونه لون ديناميكي ، إذا ما ربطناه بتأثيرات سيكولوجية . كما أنه لون من الألوان الحارة ، أو الدافئة ، التي تميل إلى لون الشمس ، أو النار مصدر الحرارة . إلى جانب بصمة الإبهام على وجه الغلاف بلون أبيض .
و"صورة فوتوغرافية " ، للمؤلف المغربي عبد الإله الحمدوشي ، التي وضعت في الجانب الأعلى للرواية.
التعريف بالمؤلف :
ولد عبد الإله الحمدوشي ، بمدينة مكناس ، سنة 1958 ، وهو كاتب مغربي كبير ، ورائد من رواد الرواية البوليسية ، إلى جانب الذكتور "ميلودي حمدوشي" ، أستاذ القانون الجنائي ومادة علم الإجرام .
لعبد الإله الحمدوشي إسهامات رائعة ، و متميزة في ميدان السيناريو والكتابة الدرامية .
حاصل على الدبلوم في الدراسات العليا بالقانون ، تقلد منصبا مهما في الأمن .
وقد قدمت التلفزة المغربية ، أعمالًا درامية ممتازة مستمدة من كتاباته ، مثل :" بيت الريح ، الباب الأتوماتيكي - مسلسل الدار الكبيرة "، وقد قدمت قناة 2M روايته البوليسية " الحوت الأعمى " على شكل فيلم .
هذا العمل الاخير تمت كتابته بالاشتراك مع الذكتور ميلودي الحمدوشي ، الذي يعد رائدا في هذا المجال الابداعي إلى جانب عبد الإله الحمدوشي ، ويمكن اعتبارهما الروائيين الوحيدين في الساحة الأدبية المغربية في كتابة الرواية البوليسية.
ولا يفوتنا أن نذكر أن "الرهان الأخير " ، هي أيضا قد قدمت في التلفزة المغربية على شكل فيلم ، تحت عنوان " مطعم صوفيا "، إلى جانب الذبابة البيضاء ، هذه الأخيرة التي قدمتها قناة 2M ، فكانت من بين الأعمال التي أثارت إعجاب المهتمين بالكتابة في النقد .
وقد قالت صحيفة Le Monde ، عن هذا النجم الكبير بعد إصداره هذه الرواية ، "الذبابة البيضاء":
Un dashier Hammett maghrebin est il ne ? Les ingredients et Les attendee sont la...
تعليقات
إرسال تعليق