حروف الجر : عمل حروف الجر ، خاصية التعدية ، و خاصية العمل .
حروف الجر عددها عشرون كما ذكرناها بالتفصيل في المقال السابق تحت عنوان: والذي تناولنا فيه : حروف الجر ، وعددها ، و طبيعتها ... بالتفصيل . للتعرف عليها ، اضغط على الرابط هنا👈👈👈
خاصية التعدية :
حروف الجر تأتي دائما مع الأفعال اللازمة ، لكنها قد ترد أيضا مع الأفعال المتعدية . والمقصود بتعدية الفعل إيصال معناه إلى الاسم .
والتعدية ، أيضا أمر لفظي مقصوده : إيصال الفعل الذي لا يستقل بالوصول إلى الإسم بنفسه ، فيتعدى إليه بواسطة الحرف . وهذا القصد فيه جميع الحروف . لأنها وُضعت لتوصيل الأفعال إلى الأسماء .
الفعل الذي يتعدى بنفسه وبحرف الجر :
هذا النوع من الأفعال يستعمل متعديا بنفسه تارة ، و متعديا بحرف اخر تارة أخرى .
وهذه الأفعال مقصورة على السماع ، وإذا استُعمِلت متعديه بنفسها انتصبت على المفعولية. ويجوزلهذا النوع من الأفعال أن ينتصب بنزع الخافظ ، أما إذا استعمل متعديا بحرف جر ، أو جاء الاسم مجرورا . فالجار والمجرور هنا متعلقان بهذا الفعل .
أمثلة :
اشتقتك : هنا تعدى الفعل " اشتقت " ، بالضمير ، ويمكنه أن يتعدى أيضا بحرف جر ، نحو : اشتقت إليك .
شبعت خبزا ولحما : "خبزا" انتصب لأنه مفعول به " ، أي على المفعولية ، أو انتصب بنزع الخافظ .
و في هذه الحالة نقول : أن الفعل تعدى بنفسه ، و يمكن أن يتعدى بحرف جر ، فنقول : شبعت من الخبز واللحم .
نزلتهُم : الهاء هنا في موقع المفعول بنزع الخافض .
ويمكن أن يتعدى بحرف جر ، ونقول : نزلت بهم . وفي هذه الحالة الفعل تعدى بحرف جر ، وما بعده جاء مجرور .
دخلت البيت : هنا الفعل تعدى بنفسه . أي دخلت فيه " وسطه " . ويمكن أن يتعدى بحرف الجر .
2: الفعل اللازم الذي يتعدى ب :
أ : إدخال الهمزة : وتسمى هذه الهمزة " همزة النقل " ، أو همزة الجعل ، أو التعدية .
نحو : خرج زيد — أخرجته أو أخرج زيد محمدا .... ، سيمت بهمزة النقل ، لأنها نقلت الفعل إلى متعدي .
ب : التضعيف : خرَّجَ زيد محمدا ، خرَّجته...، هنا الفعل تعدى بالتضعيف " .
تنبيه : دائما يكون التضعيف بتضعيف عين الفعل " .
ج: تحويل اللازم إلى صيغة "فاعل" الدالة على المشاركة ، نحو :
1: جلس زيد : فعل لازم ولكن عندما نقول جالسته ، أو جالستُ زيدٍ " هنا تم تحويل الفعل إلى صيغة فاعل .
2: تحويل اللازم إلى صيغة " استفعل" الدالة على الطلب :
مثاله :
حضر زيد فتحول إلى استحضرته / استحضرت زيدا . هنا تعدى الفعل بتحويله إلى صيغة استفعل .
ه : التعدية بواسطة حرف الجر :
ب : المتعدي بنفسه :
صك الحجرُ الحجرَ : جملة فعلية تعدى فيها الفعل إلى المفعول به بنفسه .
بينما : صككتُ الحجر بالحجرِ جملة فعلية متعدية بحرف جر " الباء".
أ : الحروف التي يتعدى بها الفعل اللازم ، والمتعدي بنفسه :
حرف الباء ، ويسمى باء النقل ، و باء التعدية .
نقول : ذهب زيد — ذهبت بزيدٍ " :
الفعل والفاعل تعدى المفعول به بواسطة حرف جر".
يقول تعالى :
ذهب الله بنورهم " فعل لازم تعدى بواسطة حرف جر .
حرف اللام :
يتعدى به الفعل ويأتي لتقوية المفعول . عامل ناصب لمفعول به واحد ضعُف بالتأخير :
مثال :
للرؤيا تعبرون :
تم تقديم المفعول به ، وارتبط بحرف اللام . وهو واجب إضافته . فعندما يتقدم المفعول به لابد من إضافة حرف اللام لتقوية معنى الفعل . والأصل : تعبرون الرؤيا . وهنا المعنى غير تام "ضعيف "، بالتأخير .
مثال اخر:
" الذين لربهم يرهبون " :
تم تقديم المفعول به ، ولتقوية معنى هذا التأخير بعلاقته مع الفعل ، تم إلحاق حرف اللام .
وحرف اللام يأتي لتعدية الفعل المتعدي ، إلى اثنين بالهمزة وغيرها ، أو المتعدي بنفسه إلى اثنين :
ب : الفعل المتعدي بنفسه :
كسا زيدٌ عمراً جلبابا :
هنا الفعل كسا متعدي بنفسه . الأصل : كسا زيد لعمر جلبابا.
لبست هند كسوة :
هنا الفعل متعد بنفسه بواحد . الاصل : ألبستُ لهندا كسوة . متعدي ب الهمزة "أ" واللام .
صك الحجرُ الحجرَ :
جملة فعلية تعدى فيها الفعل إلى المفعول به بنفسه .
بينما : صككتُ الحجر بالحجرِ ، جملة فعلية متعدية بحرف جر " الباء".
عن :
الخاصية المميزة لحرف "عن " : الدلالة على التجاوز . مثال:
رميت السهم عن القوس .
تجاوزت عنه أخطاءَه .
عموما الأفعال التي تقترن بها "عن" ، وتتعدى بها ، هي : صدَّ ، أعرض ، أضرب ، انحرف ، و نأى ، وحرَّف ، ورحل ، واستغنى ، و رغِب.
من :
يدل بفعل الذي تعدى بها ، على الامتداد "كالسير ، و المشي" ، وقد يكون الفعل دالا على الحركة . نحو:
سرت من البصرة إلى الكوفة : الامتداد في الزمان والمكان .
خرجت من الدار : الحركة .
هنا الفعل تعدى إلى المفعول به بواسطة حرف الجر .
حروف الجر التي تأتي للزيادة ، و التي تأتي للتعدية ، كثيرة منها :
الباء ، رب ، على ، عن ، في ، الكاف ، اللام . وهي حروف يمكن أن تأتي أصلية ، أو تأتي زائدة .
أما الباء فتأتي للزيادة في ست حالات :
تكون زائدة إذا أتت في موقع فاعل ( أي مع صيغة أَفْعِلْ).
أحسن زيد — أحسن بزيدٍ ؛ الباء أتت زائدة في موقع الفاعل ، و زيد مفعول به .
كفى المرء إثما أن يحدث بكل ما سمع — كفى بالمرءِ إثما... ؛ الباء في موقع المفعول به .
حسبك درهم — بحسبك درهم . في موقع مبتدأ .
ليس زيد قائما — ليس زيد بقائم ؛ خبر ليس . وهي زائدة .
مارجعت خائبةً رحالُ — مارجعت بخائبة رحال . الباء جاءت في موقع الحال .
زارني الخليفة نفسه — زارني الخليفة بنفسِه . الباء جاءت في موقع التوكيد .
على :
تكون زائدة إذا كان الفعل متعديا بنفسه .
أمثلة :
من حلف يمينا — من حلف على يمينٍ ؛ تمت تعدية الفعل بنزع الخافظ . وهنا على تسمى "على الزائدة ". لأن الفعل متعدي بنفسه .
ونفس الشيء بالنسبة للمثال الاتي :
لأقعدن لهم صراطَكَ المستقيم — التقدير لأقعدن لهم على صراطِكَ المستقيم ؛ المفعول به انتصب بنزع الخافض ، لأن الشاهد لا يحتوي على حرف جر ، ولكنه منصوب .
الكاف :
" ليس كمثلِهِ شيء " — ليس مثلَه شيء ؛ الكاف حرف جر زائد ، جاء موقع خبر ليس.
رب :
رُبَّ رجلٍ عالمٍ أفادنا : رب جرت الاسم الذي بعدها لفظا ، أما محلا فرجل في موقع مبتدأ.
طريقة الوصف :
الشاهد الذي بين أيدينا هو جملة فعلية ، تبتدئ بفعل "اذكره" ، و هو فعل لازم تعدى الفاعل بحرف جر"اذكره" ، وهنا الجار و المجرور "اذكره" متعلق بحرف جر .
خاصية العمل :
يذهب " الأنباري في أسرار العربية" ، إلى أن حروف الجر عاملة ، وتعمل لأنها مختصة بالأسماء والحروف . ومتى كانت مختصة وجب أن تكون عاملة .
وحسبه فإن حروف الجر ، تنقسم من حيث العمل إلى أربعة أقسام هي :
* حروف جر لا تجر إلا في الاستثناء ، وهي ثلاثة : عدا ، حاشا ، خلا .
* حروف جر لا تجر إلا في الحالات الشاذة ، وهي ثلاثة : لعل ، حتى ، كي ( وهناك من أضاف لولا).
* حروف جر تجر في الظاهر والمضمر ، وهي سبعة : من ، إلى ، عن ، على ، الباء ، اللام .
* حروف جر لا تجر إلا الظاهر وهي سبعة ، وتنقسم إلى أربعة أقسام :
1: قسم لا يجر إلا الزمان : مذ ، منذ .
2: قسم لا يجر إلا النكرات : ربَّ.
3: قسم لا يجر إلا لفظي الجلالة (الله ، ربي) : التاء ، الباء ، واو القسم .
4: قسم يجر كل ظاهر : وهو ما تبقى من الحروف .
خاصية عمل الحروف :
1: حتى :
تعمل الجر إذا كانت تدل على انتهاء الغاية : مثال :
أكلت السمكة حتى رأسِها : انتهاء الغاية ، جرت رأسِها .
أكلت السمكة حتى رأسَها : هنا "حتى " لا تجر ، لأنها جاءت في موقع ، واو المعية أو حرف العطف ، وكأنما قلنا (أكلت السمكة و / مع رأسَها).
جاء القومُ حتى زيدٌ : لا تجر لأنها تقوم مقام واو المعية / و واو العطف .(جاء القوم مع / و زيد ).
إذا كان ما بعد "حتى" ، لا يصلح لان يكون غاية لما قبلها ، أوجب البصريون الرفع للإسم بعدها على الابتداء . الحالات التي لا تجر فيها حتى:
مثال :
العجب حتى الخزُّ يلبس زيدٌ : هنا حتى تفيد : كذلك الخز يلبس زيد.
إذا تلا الاسم بعد "حتى" جملة اسمية ، لا تشترك في المعنى مع ما قبلها .
مثال :
ضربت القوم حتى زيد تركته ، زيد تركته "جملة اسمية ".
إذا تلا الاسم بعد "حتى" فعل عامل في ضميره :
مثاله:
ضربت القوم حتى زيد ضربته ؛ الهاء فعل عامل في الفعل .
إذا كان الذي يلي "حتى" مفرد فإن حتى لا تجر :
نحو:
ضربت القوم حتى زيدٌ مضروبٌ. "زيد مفرد" ، مضروب : مفرد" .
إذا تلا الاسم الذي بعد الظرف أو الجار والمجرور ، فإن حتى تفيد العطف :
نحو:
القومُ عندك حتى زيدٌ عندك : زيد جاء مرفوع ، لأنه معطوف على القوم ، وبعد زيد ظرف .
وأوجبوا العطف أيضا ، إذا أقامت قرينة عليه :
نحو : ضربت القوم حتى زيداً أيضا . هنا العطف واجب ، لوجود قرينة : بمعنى ضربت القومَ و زيد .
باختصار :
حتى : إذا جاءت بمعنى انتهاء الغاية تكون حرف جر .
أما في حالة عدم وجود غاية لا تكون حرف جر .
رب :
دائما تتصدر الجملة ، ولا تدخل إلا على النكرات ، وتشبه حروف النفي ، كون هذه الأخيرة تدخل دائما على الجملة . وهي " رب" لا تجر إلا النكرات . مثاله :
ربَّ رجلٍ عالم أفادنا .
رب رجلٍ رأيت .
ويمكنها أن تجر ضميرا ، شرط أن يكون هذا الضمير مفردا مذكرا ، وقد يأتي جمعا أو مؤنثا . والذي يفسر أنه جمع أو مؤنث أو مذكر الذي بعده .
نحو : ربَّهُ رجلا — جاء في موقع التثنية . مرفوع لفظا ، مجرور محلا .
ربه رجلين / ربه رجالا .... وجر رب للضمير جائز وفصيح .
كي :
تكون حرف جر، فقط إذا دخلت على "ما " الاستفهامية ، مثل:
كيما / كيمه ....
لكن الكوفيون رفضوا هذا الاعتبار ، لأن كي في نظرهم حرف يدخل لنصب الفعل ، بأن المضمرة : كي تعملَ / أن تعمل ....
لولا :
يرى "سبويه والجمهور" إلى أن "لولا" حرف جر ، إذا دخلت على الضمير فقط . ولولا إذا جاءت حرف جر، اختصت به ، نحو : لولاه / لولاك / لولانا .
أما "السيوطي "، فيرى أن لولا غير جارة ، لأن المضمر فرع من الظاهر ، وهي لا تجر الاسم وهذا هو الأصل .
حروف القسم :
الباء : باء القسم حرف جر . يجوز معه إظهار فعل القسم أو إضمار .
أمثلة :
" وأقسموا باللهِ جهد أيمانهم ". الاية . "بك ربي أقسم لا بغيرك" .
ويمكن أن يأتي مضمرا : " فبعزتك لأغوينهم ". هنا فعل القسم محذوف ، تقديره : أقسم .
ويجوز حذف حرف باء القسم ، فينصب ثانيهما " باللهِ لأجتهدن ". اللهَ لأجتهدن .
كما يمكن رفع ثاني الحرف بعد حذفه ، على أنه مبتدأ والخبر محذوف .
نحو : اللهَ لأجتهدن : على اعتبار أنها جاءت مفعول لفعل القسم المحذوف .
اللهُ لأجتهدن : على اعتبار أنها مبتدأ والتقدير " اللهُ قسمي لأجتهدن ". والخبر "قسمي " محذوف .
واو القسم :
يدخل فقط على الظاهر فيجره ، ولا يجر أبدًا المضمر ، كما لا يظهر مع "واو القسم" فعل القسم ، بل إضماره واجب ، نحو:
والقرآن الحكيم : واو القسم ، والقران مقسم به مجرور بالواو .
واللهِ ربنا ماكنا مشركين : الواو حرف جرٍّ جَرَّ الاسم الذي يليه .
عموما ، نقول في حروف جر القسم ، الجار والمجرور متعلق بفعل محذوف " أقسم "، أما في حالة مثلا : أُقسم باللهِ : الجار والمجرور متعلق بفعل ظاهر .
تعليقات
إرسال تعليق